*الموضوع الأول:
” إن أخلاقا ملموسة هي التي ينبغي أن تحدد الجهد المبذول لأجل الكمال الشخصي، ليس فقط في مجال الوجود الفردي، ولكن أيضا، وأولا، في مجال التعايش وداخل المجموعة البشرية.
يعتقد الفرد أنه إمبراطور داخل إمبراطورية، فيضع نفسه في مقابل العالم وفي تعارض مع الآخرين، بحيث يتصور نفسه كبداية مطلقة. وعلى العكس من ذلك يدرك الشخص الأخلاقي أنه لا يوجد إلا بالمشاركة. فيقبل الوجود النسبي، ويتخلى نهائيا عن الاستكفاء الوهمي. إنه ينفتح بذاته على الكون، ويستقبل الغير. لقد فهم الشخص الأخلاقي، أن الغنى الحقيقي لا يوجد في التحيز والتملك المنغلق، كما لو كان بإزاء كنز خفي، ولكن يوجد بالأحرى في وجود يكتمل ويتلقى بقدر ما يعطي ويمنح”.
حلل وناقش
- عناصر الإجابة:
* الموضوع الأول:
- يندرج هذا الموضوع/النص ضمن مجزوءة الوضع البشري، وبالضبط درسي الشخص والغير. وهو يثير علاقة الشخص، وبالضبط قيمته، بوجود الغير.
- هكذا فهو يعالج الإشكال التالي: أين تكمن قيمة الشخص؟ و هل يمكن الحديث عن قيمة له في غياب وجود الغير؟ وهل يمكن للشخص أن يحقق ذاته وغناها بدون مشاركة الغير والانفتاح عليه؟
- لمعالجة هذا الإشكال ينبغي أولا العمل على تحليل النص؛ وذلك بالوقوف عند مفاهيم النص وتحديد العلاقات بينها، من أجل رصد الأفكار الأساسية في النص، واستخراج الأساليب الحجاجية المدعمة لها، مع إبراز مضامينها ووظائفها داخل النص… ثم استخلاص أطروحة النص في آخر المطاف.
- واضح أن النص يتبنى أطروحة تتحدث عن القيمة الأخلاقية للشخص، وتربط هذه القيمة ضرورة بوجود الغير؛ فالشخص يحقق كماله الأخلاقي في إطار المشاركة والتعايش مع الغير داخل المجتمع… ولذلك فالشخص مدعو لكي يتخلى عن أنانيته وانغلاقه على ذاته، وعليه بالمقابل أن ينفتح على الغير ويستقبله، في إطار علاقة تنبني على الأخذ والعطاء المتبادل…
- في لحظة المناقشة يمكن استثمار مجموعة من المواقف الفلسفية، سواء تلك الموجودة في درس الشخص كمواقف غوسدورف وكانط وكونت، أول في درس الغير كموقفي ديكارت وهيجل مثلا؛
هكذا يمكن اعتبار غوسدورف وكونت وهيجل مؤيدين لأطروحة النص لأن مواقفهم تؤكد على ضرورة وجود الغير وحيويته بالنسبة للشخص؛ بحيث لا يمكن لهذا الأخير أن يحقق ذاته ويعيها إلا في إطار التعايش والصراع مع الغير… (للتوسع في مواقف هؤلاء الفلاسفة ينبغي الرجوع إلى الدرس)
كما يمكن اعتبار موقفي كانط وديكارت معارضين لأطروحة النص؛ إذ أن الأول منهما يحدد قيمة الشخص بشكل نظري ومجرد وبغض النظر عن العلاقة الفعلية مع الغير، بينما يعتبر الثاني بأن وجود الغير ليس ضروريا لوجود الأنا ووعيه بذاته…
- ولا يجب نسيان كتابة خلاصة تركيبية في الأخير تتضمن النتائج الرئيسية لما تمت كتابته فيما سبق… مع إمكانية الخروج بسؤال مفتوح (دون الإجابة عنه)