abdelkhalaktorris
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الثانوية التأهيلية عبد الخالق الطريس
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
ذليلة الى الله




عدد المساهمات : 45
نقاط : 5126
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/01/2011

كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام   كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 19, 2011 7:07 am



المجتمع الإسلامي في
المدينة



لقد تغلب المهاجرون على المشكلات العديدة، واستقروا في الأرض الجديدة،
مغلبين مصالح العقيدة ومتطلبات الدعوة، بل صارت الهجرة واجبة على كل مسلم
لنصرة النبي صلى الله عليه و سلم ، ومواساته بالنفس، حتى كان فتح مكة
فأوقفت الهجرة؛ لأن سبب الهجرة ومشروعيتها نصرة الدين وخوف الفتنة من
الكافرين. وأبرز نتائج الهجرة تتمثل في قيام الدولة الإسلامية الأولى، وهى
أول دولة أقامها نبي فى الأرض، وذلك لأن دين الإسلام يجمع ما بين العبادة
والتشريع والحكم.
وقد هيأت الهجرة الأمة والأرض لإقامة دولة نموذجية تهدف إلى إيجاد ظروف
ملائمة لتحقيق العبودية الخالصة لله وحده، ولبناء مجتمع تسوده الأخوة
الدينية وينأى عن العصبية الجاهلية، وكانت طاعة الله ورسوله هي الوسيلة
لبناء المجتمع والدولة على أسس جديدة. وفيما يلي توضيح لنتائج الهجرة وقيام
الدولة الإسلامية.
من أسس الدولة
أ- تحقيق العبودية الخالصة لله وحده.
أحدث الإسلام نقلة عميقة وشاملة في عالم العقيدة، فلم يعد ثمة مجال لعبادة
الأصنام والكواكب والأوهام، ولا لممارسة السحر والكهانة، ولا للتشبث
بالتمائم والرقى، بل اتجه سكان الدولة الإسلامية إلى توحيد الله فى التصور
والعبادة والسلوك، فالله واحد {وَإِلَهُك ُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} (البقرة:16
3)، وهو {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَار ُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَار َ}
(الأنعام3) ولا يشبه شيئاً من المخلوقات، وقد وصف نفسه بصفات السمع والبصر
والعلم والحياة وغيرها من الصفات التي وردت فى القرآن والسنة؛ لكن هذه
الصفات لا تماثل صفات المخلوقين {لَيْسَ ××مِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ
السَّمِيعُ الْبَصِير} (الشورى).
وأحدث الإسلام انقلاباً جذرياً في حياة الفرد والجماعة، بحيث تغيّر سلوك
الأفراد اليومي وعاداتهم المتأصلة تغيراً كلياً، كما تغيرت مقاييسهم
وأحكامهم ونظرتهم إلى الكون والحياة. وكذلك تغيرت بنية المجتمع بصورة
واضحة، فاختلفت مظاهر وصور، وبرزت معالم وظواهر جديدة. فالنقلة كبيرة بين
ما كان عليه الإنسان فى جاهليته، وما صار إليه فى إسلامه. إذ لم يعد العربي
متفلتاً من الضوابط فى معاملاته وعلاقاته الاجتماعية ، بل صار منضبطاً
بضوابط الشريعة الإسلامية فى جزئيات حياته من أخلاق وعادات كالنوم
والاستيقاظ ، والطعام والشراب، والزواج والطلاق، والبيع والشراء، ولا شك
أن العادات تتحكم فى الإنسان، ويصعب عليه التخلص منها واكتساب عادات وصفات
جديدة، ولكن ما ولّده الإسلام فى أنفسهم من إيمان عميق مكّنهم من الانخلاع
من الشخصية الجاهلية بكل ملامحها واكتساب الشخصية الإسلامية بكل مقوماتها،
فاعتادوا على عبادة الله تعالى وحده، بالصلاة والصوم والحج والزكاة
والجهاد، وقصده بكل أعمال الخير الأخرى، والتقرب إليه بالذكر والشكر،
والصبر على البلوى، والإنابة إليه، والدعاء إليه، والرغبة فى فضله ورحمته،
وامتلاء القلب بالتوحيد والإخلاص والرجاء.
واعتادوا أيضاً على استحضار النية لله في نشاطهم الاجتماعي والاقتصادي
والسياسي؛ لان العبادة في الإسلام مفهومها واسع يمتد لكل عمل يقوم به
الإنسان إذا قصد به وجه الله وطاعته. وإلى جانب الاعتياد على الطاعات، فإن
المسلمين تخلصوا من العادات المتأصلة التي نهى عنها الإسلام كشرب الخمر
والأنكحة الجاهلية والربا ومنكرات الأخلاق من الكذب والخيانة والغش والغيبة
والحسد والكبر والظلم... وهكذا فإن الدولة الإسلامية التي أقامها رسول
الله صلى الله عليه و سلم في المدينة كونت مجتمعاً ربانياً يسعى أفراده فى
العمران الأدبي والمادي للأرض ويتطلعون إلى ما عند الله من النعيم المقيم.
ب- الأخوة ووحدة الصف.
إن الأساس الذي بنيت عليه العلاقات في مجتمع الدولة الإسلامية هو الإخوة
الإيمانية التي حددتها الآية الكريمة {إِنَّمَا الْمُؤْمِن ُونَ إِخْوَةٌ}
(الحجرات)، فالأخوة الصادقة لا تكون إلا بين المؤمنين، وهم يقفون صفاً
واحداً للجهاد فى سبيل الله ولبناء قوة الدولة العسكرية والاقتصادي ة
والاجتماعي ة، وذلك برص صفوفهم، والتعاون فيما بينهم، وشيوع المحبة
والألفة فى مجتمعهم. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ
يُقَاتِلُو نَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً ××أَنَّهُم ْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}
(الصف:4).
ج- الطاعة بالمعروف فى المنشط والمكره.
اتسم جيل الصحابة رضوان الله عليهم بالطاعة الكاملة لأوامر الله تعالى
وأوامر رسوله صلى الله عليه و سلم ، فقد كانوا يقرؤون القرآن وكأنه ينزل
على كل واحد منهم - رجلاً كان أم امرأة - غضاً طرياً، وكانت لغة التخاطب
بينهم هي الفصحى التي نزل بها القرآن، وقد أعانهم ذلك على فهم الخطاب
الإلهي بسهولة ويسر، كما ولّد الأثر القوى فى نفوسهم، وسرعة الاستجابة
التامة لتعاليمه وأحكامه. فكان جيل الصحابة قادراًُ على التخلص من عادات
الجاهلية وتقاليدها وأعرافها، حتى لو كانت العادات قد استقرت منذ قرون،
وصارت عرفاً مشروعاً وتقليداً مقبولاً. فمن ذلك أنه لما نزل قول الله تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْس ِرُ
والأَنْصَا بُ وَالأَزْلا مُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَا نِ
فَاجْتَنِب ُوهُ لَعَلَّكُم ْ تُفْلِحُون َ} (المائدة:9 0) خرجت
الأنصار بدنان الخمر إلى الأزقة وأراقوها وقالوا: انتهينا ربنا انتهينا
ربنا. وشرب الخمر الذي أقلعوا عنه كان عادة متأصلة فى حياة الفرد والمجتمع،
والخمر الذي أراقوه كان مالاً ضحوا به تسليما لله رب العالمين.
ومن ذلك أن قوماً من المسلمين وفدوا على رسول الله صلى الله عيه وسلم فى
أول النهار، فإذا هم عراة حفاة يلبسون أ××ية الصوف وعليهم السيوف، فتغيّر
وجه الرسول صلى الله عليه و سلم إشفاقا عليهم، وجمع الناس، وحثّهم على
الصدقة، وقرأ عليهم الآيات في ذلك ومنها {اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُ رْ
نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَد} (الحشر:18) فتتابع الناس حتى جمعوا كومين من
طعام وثياب، فتهلّل وجه الرسول صلى الله عليه و سلم فرحاً بمبادرة الصحابة
إلى معونة إخوانهم وطاعة ربهم وكذلك بادرت الصحابيات إلى طاعة أمر الله
تعالى، قالت عائشة رضي الله عنها: "يرحم الله النساء المهاجرات الأول، لما
أنزل الله {وليضربن بخمرهن على جيوبهن}(ال نور:31) شققن مروطهنّ فاختمرن
به" رواه البخاري.
لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يلتزمون بالبيعة لرسول الله صلى الله
عليه و سلم ثم للخلفاء الراشدين من بعده، وكان للبيعة قيمة عالية، فهي
التزام حر، وتعاقد بين الطرفين، وقد دللّوا دائما على صدق التزامهم فلبّوا
داعي الجهاد، وخاضوا غمار المعارك فى أماكن نائية عن ديارهم، ودفن كثير
منهم فى أطراف الأرض، وما عرفوا القعود عن الجهاد، والحفاظ على الكرامة
والذود عن العقيدة. فجزاهم الله عن هذه الأمة وهذا الدين خير الجزاء، وسلك
بنا سبيلهم، وحشرنا في زمرتهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين،
والحمد لله أولاً وآخرا


[size=25]الغزوات الإسلامية



مقدمة


شرع الجهاد لأول مرة في العهد المدني، وقبل ذلك
كان المسلمون مأمورين بعدم استعمال القوة في مواجهة المشركين وأذاهم، فكان
الشعار المعلن (كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة) (النساء:77 ). فقد كانت
الدعوة في المرحلة المكية جديدة مثل النبتة الصغيرة تحتاج إلى الماء
والغذاء والوقت لترسخ جذورها وتقوى على مواجهة العواصف، فلو واجهت الدعوة
آنذاك المشركين بحد السيف فإنهم يجتثونها ويقضون عليها من أول الأمر، فكانت
الحكمة تقتضى أن يصبر المسلمون على أذى المشركين، وأن يتجهوا إلى تربية
أنفسهم ونشر دعوتهم.


قد أسلفنا ما كان يأتي به كفار مكة من التنكيلات والويلات ضد المسلمين، وما
فعلوا بهم عند الهجرة مما استحقوا لأجلها المصادرة والقتال، إلا أنهم لم
يكونوا ليفيقوا من غيهم، ويمتنعوا عن عدوانهم، بل زادهم غيظاً أن فاتهم
المسلمون ووجدوا مأمناً ومقراً بالمدينة، فكتبوا إلى عبد اللَّه بن أبي بن
سلول، وكان إذ ذاك مشركاً بصفته رئيس الأنصار قبل الهجرة - فمعلوم أنهم
كانوا مجتمعين عليه، وكادوا يجعلونه ملكاً على أنفسهم لولا أن هاجر رسول
اللَّه صلى الله عليه وسلم وآمنوا به - كتبوا إليه وإلى أصحابه المشركين
يقولون لهم في كلمات باتة "إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم باللَّه لتقاتلنه
أو لتخرجنه، أو لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم".
وبمجرد بلوغ هذا الكتاب قام عبد اللَّه بن أبى ليمتثل أوامر إخوانه
المشركين من أهل مكة - وقد كان يحقد على النبي صلى الله عليه وسلم، لما
يراه أنه استلبه ملكه يقول عبد الرحمن بن كعب فلما بلغ ذلك عبد اللَّه بن
أبى ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال رسول اللَّه صلى الله عليه
وسلم، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لقيهم، فقال: لقد بلغ وعيد
قريش منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر ممّا تريدون أن تكيدوا به أنفسكم،
تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم، فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله
عليه وسلم تفرقوا.
امتنع عبد اللَّه بن أبى بن سلول عن إرادة القتال عند ذاك، لما رأى خوراً
أو رشداً في أصحابه، ولكن يبدو أنه كان متواطئاً مع قريش، فكان لا يجد فرصة
إلا وينتهزها لإيقاع الشر بين المسلمين والمشركين، وكان يضم معه اليهود،
ليعينوه على ذلك، ولكن تلك هي حكمة النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت
تطفئ نار شرهم حيناً بعد حين.
إعلان عزيمة الصد عن المسجد الحرام
ثم إن سعد بن معاذ انطلق إلى مكة معتمراً فنزل على أمية بن خلف بمكة، فقال
لأمية انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت، نهارا، فلقيهما أبو جهل
فقال: يا أبا صفوان، من هذا معك؟ فقال: هذا سعد، فقال له أبو جهل ألا أراك
تطوف بمكة آمناً وقد آويتم الصباة، وزعمتم أنكم تنصرونهم، وتعينونهم، أما
واللَّه لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالماً، فقال له سعد ورفع
صوته عليه أما واللَّه لئن منعتني هذا لأمنعك ما هو أشد عليك منه، طريقك
على أهل المدينة.
قريش تهدد المهاجرين
ثم إن قريشاً أرسلت إلى المسلمين تقول لهم لا يغرنكم أنكم أفلتمونا إلى
يثرب، سنأتيكم فنستأصلكم ونبيد خضراءكم في عقر داركم. ولم يكن هذا كله
وعيداً مجرداً فقد تأكد عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من مكائد قريش
وإرادتها على الشر ما كان لأجله لا يبيت إلا ساهراً، أو في حرس من الصحابة
فقد روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها قالت: سهر رسول
اللَّه صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة ليلة فقال: ليت رجلاً صالحاً من
أصحابي يحرسني الليلة، قالت: فبينما نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح، فقال: من
هذا؟ قال: سعد بن أبى وقاص، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما جاء
بك ؟ فقال: وقع في نفسي خوف على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فجئت
أحرسه، فدعا له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم نام.
ولم تكن هذه الحراسة مختصة ببعض الليالي بل كان ذلك أمراً مستمراً، فقد روى
عن عائشة قالت: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحرس ليلاً حتى نزل
{وَاللَّهُ يَعْصِمُ×× مِنْ النَّاسِ } [المائدة: 67] فخرج رسول اللَّه صلى
الله عليه وسلم من القبة، فقال: يا أيها الناس انصرفوا عنى فقد عصمني
اللَّه عز وجل.
ولم يكن الخطر مقتصراً على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بل على المسلمين
كافة، فقد روى أبي بن كعب، قال: لما قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
وأصحابه المدينة وآوتهم الأنصار رمتهم العرب عن قوس واحدة، وكانوا لا
يبيتون إلا بالسلاح ولا يصبحون إلا فيه.
الإذن بالقتال
في هذه الظروف الخطيرة التي كانت تهدد كيان المسلمين بالمدينة، والتي كانت
تنبىء عن قريش أنهم لا يفيقون عن غيهم ولا يمتنعون عن تمردهم بحال، أنزل
اللَّه تعالى الإذن بالقتال للمسلمين، ولم يفرضه عليهم قال الله تعالى:
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُو نَ بِأَنَّهُم ْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ
عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} (الحج:39).
وأنزل هذه الآية ضمن آيات أرشدتهم إلى أن هذا الإذن إنما هو لإزاحة الباطل،
وإقامة شعائر اللَّه، قال تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاه ُمْ فِي
الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّ××اةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْر
ُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْ××ر ِ} [الحج:41]. والصحيح الذي لا مندوحة عنه
أن هذا الإذن إنما نزل بالمدينة بعد الهجرة، لا بمكة، ولكن لا يمكن لنا
القطع بتحديد ميعاد النزول.
نزل الإذن بالقتال ولكن كان من الحكمة إزاء هذه الظروف - التي مبعثها
الوحيد هو قوة قريش وتمردها - أن يبسط المسلمون سيطرتهم على طريق قريش
التجارية المؤدية من مكة إلى الشام، واختار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
لبسط هذه السيطرة خطتين:
الأولى: عقد معاهدات الحلف أو عدم الاعتداء مع القبائل التي كانت مجاورة
لهذا الطريق، أو كانت تقطن ما بين هذا الطريق وما بين المدينة، وقد أسلفنا
معاهدته صلى الله عليه وسلم مع اليهود وكذلك كان عقد معاهدة الحلف أو عدم
الاعتداء مع جهينة قبل الأخذ في النشاط العسكري، وكانت مساكنهم على ثلاث
مراحل من المدينة، وقد عقد معاهدات أثناء دورياته العسكرية وسيأتي ذكرها.
الثانية: إرسال البعوث واحدة تلو الأخرى إلى هذا الطريق.
الغزوات –أسبابها و مشروعيتها
بعد أن استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وكان بها اليهود من
بنى قينقاع وقريظة والنضير، أقرهم عليه الصلاة والسلام على دينهم وأموالهم،
واشترط لهم وعليهم شروطاً، وكانوا مع ذلك يظهرون العداوة والبغضاء
للمسلمين، ويساعدهم جماعة من عرب المدينة كانوا يظهرون الإسلام وهم في
الباطن كفار؛ وكانوا يعرفون بالمنافقين ، يرأسهم عبد الله بن أبي بن سلول،
وقد قبل صلى الله عليه وسلم من هاتين الفئتين (اليهود والمنافقين )
ظواهرهم، فلم يحاربهم ولم يحاربوه بل كان يقاوم الإنكار بالحجج الدامغة
والحكم البالغة فلم يكن صلى الله عليه وسلم يقاتل أحداً على الدخول في دين
الله، بل كان يدعو إليه ويجاهد في سبيله بإقامة ساطع الحجج وقاطع البراهين.

ولكن لما كانت قريش أمة معادية له، مقاومة لدعوته، معارضة له فيها، وقد
آذته وآذت المسلمين وأخرجتهم من ديارهم، واستولت على ما تركوه بمكة من
الأموال، وآذت المستضعفين الذين لم يقدروا على الهجرة مع رسول الله
وأصحابه، أذن الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بقتالهم وقتال كل معتد
وصادٍّ عن الدعوة.
فأول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك مصادرة تجارة قريش
التي كانوا يذهبون بها إلى الشام والتي يجلبونها منه. وكان بعد ذلك - عندما
تدعو الحال لقتال من يقف في وجه الدعوة من قريش أو غيرهم - يخرج إلى
القتال بنفسه ومعه المقاتلون من المسلمين، وتارة يبعث مع المقاتلين من
يختاره لقيادتهم، وقد سمي المؤرخون ما خرج فيه النبي صلى الله عليه وسلم
بنفسه (غزوة) سواء حارب فيها أم لم يحارب، وسموا ما بعث فيها أحد القواد
(سرية).






[/size]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ذليلة الى الله




عدد المساهمات : 45
نقاط : 5126
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/01/2011

كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام   كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 19, 2011 7:08 am


الجهاد في
سبيل نشر الإسلام



فلما قامت للإسلام دولة في المدينة، شرع الله الجهاد دفاعاً عن النفس فقط
في أول الأمر: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُو نَ بِأَنَّهُم ْ ظُلِمُوا
وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الحج:39)، (وَقَاتِلُ وا
فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُو نَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ
اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَد ِينَ) (البقرة:19 0) ثم أذن بمبادرة العدو
للتمكين للعقيدة من الانتشار دون عقبات، ولصرف الفتنة عن الناس ليتمكنوا
من اختيار الدين الحق بإرادتهم الحرة (وَقَاتِلُ وهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ
فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) (البقرة:19 3).
وقد التزم المقاتلون المسلمون بضوابط الحق والعدل والرحمة، فسجل التاريخ
لهم انضباطهم الدقيق، حيث لم ترد أية إشارة إلى القيام بمجازر، أو سلب
الأموال، أو الاعتداء على الأعراض في المناطق المفتوحة مما يقع عادة في
الحروب المدنية خلال مراحل التأريخ المختلفة. وقبل ذلك كله لم تفرض العقيدة
الإسلامية بالقوة على سكان المناطق المفتوحة، بل سمح لأهل الكتاب
بالمحافظة على أديانهم الأخرى، ولا زالوا يعيشون بأديانهم حتى الوقت الحاضر
بسبب السماحة الدينية.
وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبين للمسلمين ضرورة اقتران النية
بالجهاد، وأن لا يكون الدافع إلى القتال الحصول على الغنائم، أو الرغبة في
الشهرة والمجد الشخصي، أو الوطني، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم
عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياءً، أي ذلك في سبيل الله؟
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
فهو في سبيل الله) رواه مسلم.
بل لا بد من إخلاص النية لله بأن لا يقترن القصد من الجهاد بأي غرض دنيوي
لأن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا له وابتغى به وجهه. وفى الحديث
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(تضمَّن الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي، وإيماناً
بي، وتصديقاً برسلي، فهو عليَّ ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه
الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده ما من
كلم ـ جرح ـ يكلم في سبيل الله إلا ما جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم،
لونه لون دم، وريحه مسك، والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ما
قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا
يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عنى، والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو
فى سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل) رواه مسلم.
ومن الصعب تقديم النماذج الكثيرة التي توضح أثر هذه التوجيهات النبوية على
نفسية المقاتل المسلم، ولكن يمكن اختيار نموذجين لمقاتلين من عامة الجند،
فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للمسلمين أثناء القتال في غزوة أحد:
قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فسمعه عمير بن الحمام الأنصاري
فقال: يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض! ؟ قال: نعم فقال بخ بخ ـ
كلمة تقال لتعظيم الأمر في الخير ـ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما يحملك على قولك بخ بخ ؟ قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من
أهلها. قال: فإنك من أهلها. فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال:
لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه
من التمر وقاتلهم حتى قتل) رواه مسلم. فهذا النموذج الأول.
أما الثاني: فقد صح أن أعرابياً شهد فتح خبير، أراد النبي صلى الله عليه و
سلم أثناء المعركة أن يقسم له قسماً وكان غائبا، فلما حضر أعطوه ما قسم له،
فجاء به إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: ما على هذا اتبعتك، ولكني
اتبعتك على أن أرمى هاهنا ـ وأشار إلى حلقه ـ بسهم فأدخل الجنة. قال: (إن
تصدق الله يصدقك) قال: فلبثوا قليلا، ثم نهضوا في قتال العدو فأتي به يحمل
قد أصابه سهم حيث أشار، فكفنه النبي صلى الله عليه و سلم بجبته، وصلى الله
عليه ودعا له، فكان مما قال: (اللهم هذا عبدك خرج مهاجراً في سبيلك فقتل
شهيدا، وأنا عليه شهيد) مصنف عبد الرازق.
فهذه الرواية شاهد قوى على ما يبلغه الإيمان من نفس أعرابي ألف حياة ألغزوه
والسلب والنهب في الجاهلية فإذا به لا يقبل ثمنا لجهاده إلا الجنة، فكيف
يبلغ الإيمان إذاً من نفوس الصفوة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم
؟!.
أقسام الجهاد
يكون الجهاد بالكلمة، وبالمال، وبالنفس، وفيما يلي تعريف بكل قسم من هذه
الأقسام:
الجهاد بالكلمة
إن المقصود بالجهاد بالكلمة هو الدعوة إلى الله تعالى، ببيان العقيدة
والشريعة وتربية الناس ويفقههم، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وتوجيه
النصح للحاكم، وخاصة إذا كان جائراً، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر) رواه أبو داود، وقال: (سيد الشهداء
حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله). أبو داود
وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، وذلك لأن الناس تهاب الظالم ولا تنصحه
مما يؤدى إلى الطغيان والانحراف عن الاستقامة والمخالفة لدين الله، فكان
أجر من يسعى إلى تقويم الحاكم الجائر عظيماً، لأن عودته إلى الاستقامة
وطاعة الله تعالى تؤدى إلى إحياء فريضة الجهاد في المجتمع، وتهيئة الأمة
روحياً وجسمياً وفكرياً لمتطلباته.
الجهاد بالمال
حض الإسلام على الجهاد بالمال، لما له من أثر كبير في تجهيز الجيوش بالسلاح
والأدوات والتدريب، مما يقتضى صرف الأموال الوفيرة، وتقوم الدولة في الوقت
الحاضر بهذا الواجب، فتصرف من الموارد العامة على إعداد الجيوش، وعند
الحاجة، أو نقص الموارد، فيجب على أغنياء المسلمين دعم الجهاد بأموالهم،
قال تعالى: (انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُو ا بِأَمْوَال
ِكُمْ وَأَنْفُسِ كُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) (التوبة:41 ). وقد سئل رسول
الله صلى الله عليه و سلم : أي الناس أفضل ؟ فقال: (مؤمن يجاهد في سبيل
الله بنفسه وماله) رواه البخاري.
الجهاد بالنفس
يحرص الإسلام على السلم، ويدعو الناس إلى الدخول فيه، كما يحرص على
هدايتهم، بالبيان والترغيب، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلى رضي
الله عنه. حين وجهه لقتال يهود خبير: (لئن يهدى الله بك رجلا خبر من أن
يكون لك حمر النعم) رواه مسلم.
ولكن الإسلام يحث أيضا على القتال في سبيل الله لإعلاء كلمة الدين، أو
الدفع عن أرض المسلمين إذا هوجموا من عدوهم، والجهاد بالنفس من فروض
الكفايات إذا قام به البعض سقط عن الباقين، إلا عندما تغزى أرض المسلمين
فإنه يصبح فرض عين يقوم به كل قادر على القتال، قال تعالى: (إنما المؤمنون
الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وَأَنْفُسِ هِمْ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِ×× هُمُ الصَّادِقُ ونَ) (الحجرات:1 5).
وخاتمة القول: إن الجهاد شرع في الوقت المناسب، وشرع لإقامة الحق والعدل،
ونشر رسالة الإسلام وإزاحة العوائق من أمام هذه الرسالة لتصل للناس أجمعين


[size=25]الغزوات الإسلامية



مقدمة


شرع الجهاد لأول مرة في العهد المدني، وقبل ذلك كان المسلمون مأمورين بعدم
استعمال القوة في مواجهة المشركين وأذاهم، فكان الشعار المعلن (كفوا أيديكم
وأقيموا الصلاة) (النساء:77 ). فقد كانت الدعوة في المرحلة المكية جديدة
مثل النبتة الصغيرة تحتاج إلى الماء والغذاء والوقت لترسخ جذورها وتقوى على
مواجهة العواصف، فلو واجهت الدعوة آنذاك المشركين بحد السيف فإنهم
يجتثونها ويقضون عليها من أول الأمر، فكانت الحكمة تقتضى أن يصبر المسلمون
على أذى المشركين، وأن يتجهوا إلى تربية أنفسهم ونشر دعوتهم.

قد أسلفنا ما كان يأتي به كفار مكة من التنكيلات والويلات ضد المسلمين، وما
فعلوا بهم عند الهجرة مما استحقوا لأجلها المصادرة والقتال، إلا أنهم لم
يكونوا ليفيقوا من غيهم، ويمتنعوا عن عدوانهم، بل زادهم غيظاً أن فاتهم
المسلمون ووجدوا مأمناً ومقراً بالمدينة، فكتبوا إلى عبد اللَّه بن أبي بن
سلول، وكان إذ ذاك مشركاً بصفته رئيس الأنصار قبل الهجرة - فمعلوم أنهم
كانوا مجتمعين عليه، وكادوا يجعلونه ملكاً على أنفسهم لولا أن هاجر رسول
اللَّه صلى الله عليه وسلم وآمنوا به - كتبوا إليه وإلى أصحابه المشركين
يقولون لهم في كلمات باتة "إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم باللَّه لتقاتلنه
أو لتخرجنه، أو لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم".
وبمجرد بلوغ هذا الكتاب قام عبد اللَّه بن أبى ليمتثل أوامر إخوانه
المشركين من أهل مكة - وقد كان يحقد على النبي صلى الله عليه وسلم، لما
يراه أنه استلبه ملكه يقول عبد الرحمن بن كعب فلما بلغ ذلك عبد اللَّه بن
أبى ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال رسول اللَّه صلى الله عليه
وسلم، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لقيهم، فقال: لقد بلغ وعيد
قريش منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر ممّا تريدون أن تكيدوا به أنفسكم،
تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم، فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله
عليه وسلم تفرقوا.
امتنع عبد اللَّه بن أبى بن سلول عن إرادة القتال عند ذاك، لما رأى خوراً
أو رشداً في أصحابه، ولكن يبدو أنه كان متواطئاً مع قريش، فكان لا يجد فرصة
إلا وينتهزها لإيقاع الشر بين المسلمين والمشركين، وكان يضم معه اليهود،
ليعينوه على ذلك، ولكن تلك هي حكمة النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت
تطفئ نار شرهم حيناً بعد حين.
إعلان عزيمة الصد عن المسجد الحرام
ثم إن سعد بن معاذ انطلق إلى مكة معتمراً فنزل على أمية بن خلف بمكة، فقال
لأمية انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت، نهارا، فلقيهما أبو جهل
فقال: يا أبا صفوان، من هذا معك؟ فقال: هذا سعد، فقال له أبو جهل ألا أراك
تطوف بمكة آمناً وقد آويتم الصباة، وزعمتم أنكم تنصرونهم، وتعينونهم، أما
واللَّه لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالماً، فقال له سعد ورفع
صوته عليه أما واللَّه لئن منعتني هذا لأمنعك ما هو أشد عليك منه، طريقك
على أهل المدينة.
قريش تهدد المهاجرين
ثم إن قريشاً أرسلت إلى المسلمين تقول لهم لا يغرنكم أنكم أفلتمونا إلى
يثرب، سنأتيكم فنستأصلكم ونبيد خضراءكم في عقر داركم. ولم يكن هذا كله
وعيداً مجرداً فقد تأكد عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من مكائد قريش
وإرادتها على الشر ما كان لأجله لا يبيت إلا ساهراً، أو في حرس من الصحابة
فقد روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها قالت: سهر رسول
اللَّه صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة ليلة فقال: ليت رجلاً صالحاً من
أصحابي يحرسني الليلة، قالت: فبينما نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح، فقال: من
هذا؟ قال: سعد بن أبى وقاص، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما جاء
بك ؟ فقال: وقع في نفسي خوف على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فجئت
أحرسه، فدعا له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم نام.
ولم تكن هذه الحراسة مختصة ببعض الليالي بل كان ذلك أمراً مستمراً، فقد روى
عن عائشة قالت: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحرس ليلاً حتى نزل
{وَاللَّهُ يَعْصِمُ×× مِنْ النَّاسِ } [المائدة: 67] فخرج رسول اللَّه صلى
الله عليه وسلم من القبة، فقال: يا أيها الناس انصرفوا عنى فقد عصمني
اللَّه عز وجل.
ولم يكن الخطر مقتصراً على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بل على المسلمين
كافة، فقد روى أبي بن كعب، قال: لما قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
وأصحابه المدينة وآوتهم الأنصار رمتهم العرب عن قوس واحدة، وكانوا لا
يبيتون إلا بالسلاح ولا يصبحون إلا فيه.
الإذن بالقتال
في هذه الظروف الخطيرة التي كانت تهدد كيان المسلمين بالمدينة، والتي كانت
تنبىء عن قريش أنهم لا يفيقون عن غيهم ولا يمتنعون عن تمردهم بحال، أنزل
اللَّه تعالى الإذن بالقتال للمسلمين، ولم يفرضه عليهم قال الله تعالى:
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُو نَ بِأَنَّهُم ْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ
عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} (الحج:39).
وأنزل هذه الآية ضمن آيات أرشدتهم إلى أن هذا الإذن إنما هو لإزاحة الباطل،
وإقامة شعائر اللَّه، قال تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاه ُمْ فِي
الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّ××اةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْر
ُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْ××ر ِ} [الحج:41]. والصحيح الذي لا مندوحة عنه
أن هذا الإذن إنما نزل بالمدينة بعد الهجرة، لا بمكة، ولكن لا يمكن لنا
القطع بتحديد ميعاد النزول.
نزل الإذن بالقتال ولكن كان من الحكمة إزاء هذه الظروف - التي مبعثها
الوحيد هو قوة قريش وتمردها - أن يبسط المسلمون سيطرتهم على طريق قريش
التجارية المؤدية من مكة إلى الشام، واختار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
لبسط هذه السيطرة خطتين:
الأولى: عقد معاهدات الحلف أو عدم الاعتداء مع القبائل التي كانت مجاورة
لهذا الطريق، أو كانت تقطن ما بين هذا الطريق وما بين المدينة، وقد أسلفنا
معاهدته صلى الله عليه وسلم مع اليهود وكذلك كان عقد معاهدة الحلف أو عدم
الاعتداء مع جهينة قبل الأخذ في النشاط العسكري، وكانت مساكنهم على ثلاث
مراحل من المدينة، وقد عقد معاهدات أثناء دورياته العسكرية وسيأتي ذكرها.
الثانية: إرسال البعوث واحدة تلو الأخرى إلى هذا الطريق.
الغزوات –أسبابها و مشروعيتها
بعد أن استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وكان بها اليهود من
بنى قينقاع وقريظة والنضير، أقرهم عليه الصلاة والسلام على دينهم وأموالهم،
واشترط لهم وعليهم شروطاً، وكانوا مع ذلك يظهرون العداوة والبغضاء
للمسلمين، ويساعدهم جماعة من عرب المدينة كانوا يظهرون الإسلام وهم في
الباطن كفار؛ وكانوا يعرفون بالمنافقين ، يرأسهم عبد الله بن أبي بن سلول،
وقد قبل صلى الله عليه وسلم من هاتين الفئتين (اليهود والمنافقين )
ظواهرهم، فلم يحاربهم ولم يحاربوه بل كان يقاوم الإنكار بالحجج الدامغة
والحكم البالغة فلم يكن صلى الله عليه وسلم يقاتل أحداً على الدخول في دين
الله، بل كان يدعو إليه ويجاهد في سبيله بإقامة ساطع الحجج وقاطع البراهين.

ولكن لما كانت قريش أمة معادية له، مقاومة لدعوته، معارضة له فيها، وقد
آذته وآذت المسلمين وأخرجتهم من ديارهم، واستولت على ما تركوه بمكة من
الأموال، وآذت المستضعفين الذين لم يقدروا على الهجرة مع رسول الله
وأصحابه، أذن الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بقتالهم وقتال كل معتد
وصادٍّ عن الدعوة.
فأول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك مصادرة تجارة قريش
التي كانوا يذهبون بها إلى الشام والتي يجلبونها منه. وكان بعد ذلك - عندما
تدعو الحال لقتال من يقف في وجه الدعوة من قريش أو غيرهم - يخرج إلى
القتال بنفسه ومعه المقاتلون من المسلمين، وتارة يبعث مع المقاتلين من
يختاره لقيادتهم، وقد سمي المؤرخون ما خرج فيه النبي صلى الله عليه وسلم
بنفسه (غزوة) سواء حارب فيها أم لم يحارب، وسموا ما بعث فيها أحد القواد
(سرية



).




[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ذليلة الى الله




عدد المساهمات : 45
نقاط : 5126
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/01/2011

كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام   كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 19, 2011 7:09 am








الجهاد في سبيل نشر
الإسلام



فلما قامت للإسلام دولة في المدينة، شرع الله الجهاد دفاعاً عن النفس فقط
في أول الأمر: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُو نَ بِأَنَّهُم ْ ظُلِمُوا
وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الحج:39)، (وَقَاتِلُ وا
فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُو نَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ
اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَد ِينَ) (البقرة:19 0) ثم أذن بمبادرة العدو
للتمكين للعقيدة من الانتشار دون عقبات، ولصرف الفتنة عن الناس ليتمكنوا
من اختيار الدين الحق بإرادتهم الحرة (وَقَاتِلُ وهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ
فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) (البقرة:19 3).
وقد التزم المقاتلون المسلمون بضوابط الحق والعدل والرحمة، فسجل التاريخ
لهم انضباطهم الدقيق، حيث لم ترد أية إشارة إلى القيام بمجازر، أو سلب
الأموال، أو الاعتداء على الأعراض في المناطق المفتوحة مما يقع عادة في
الحروب المدنية خلال مراحل التأريخ المختلفة. وقبل ذلك كله لم تفرض العقيدة
الإسلامية بالقوة على سكان المناطق المفتوحة، بل سمح لأهل الكتاب
بالمحافظة على أديانهم الأخرى، ولا زالوا يعيشون بأديانهم حتى الوقت الحاضر
بسبب السماحة الدينية.
وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبين للمسلمين ضرورة اقتران النية
بالجهاد، وأن لا يكون الدافع إلى القتال الحصول على الغنائم، أو الرغبة في
الشهرة والمجد الشخصي، أو الوطني، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم
عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياءً، أي ذلك في سبيل الله؟
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
فهو في سبيل الله) رواه مسلم.
بل لا بد من إخلاص النية لله بأن لا يقترن القصد من الجهاد بأي غرض دنيوي
لأن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا له وابتغى به وجهه. وفى الحديث
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(تضمَّن الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي، وإيماناً
بي، وتصديقاً برسلي، فهو عليَّ ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه
الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده ما من
كلم ـ جرح ـ يكلم في سبيل الله إلا ما جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم،
لونه لون دم، وريحه مسك، والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ما
قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا
يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عنى، والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو
فى سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل) رواه مسلم.
ومن الصعب تقديم النماذج الكثيرة التي توضح أثر هذه التوجيهات النبوية على
نفسية المقاتل المسلم، ولكن يمكن اختيار نموذجين لمقاتلين من عامة الجند،
فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للمسلمين أثناء القتال في غزوة أحد:
قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فسمعه عمير بن الحمام الأنصاري
فقال: يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض! ؟ قال: نعم فقال بخ بخ ـ
كلمة تقال لتعظيم الأمر في الخير ـ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما يحملك على قولك بخ بخ ؟ قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من
أهلها. قال: فإنك من أهلها. فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال:
لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه
من التمر وقاتلهم حتى قتل) رواه مسلم. فهذا النموذج الأول.
أما الثاني: فقد صح أن أعرابياً شهد فتح خبير، أراد النبي صلى الله عليه و
سلم أثناء المعركة أن يقسم له قسماً وكان غائبا، فلما حضر أعطوه ما قسم له،
فجاء به إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: ما على هذا اتبعتك، ولكني
اتبعتك على أن أرمى هاهنا ـ وأشار إلى حلقه ـ بسهم فأدخل الجنة. قال: (إن
تصدق الله يصدقك) قال: فلبثوا قليلا، ثم نهضوا في قتال العدو فأتي به يحمل
قد أصابه سهم حيث أشار، فكفنه النبي صلى الله عليه و سلم بجبته، وصلى الله
عليه ودعا له، فكان مما قال: (اللهم هذا عبدك خرج مهاجراً في سبيلك فقتل
شهيدا، وأنا عليه شهيد) مصنف عبد الرازق.
فهذه الرواية شاهد قوى على ما يبلغه الإيمان من نفس أعرابي ألف حياة ألغزوه
والسلب والنهب في الجاهلية فإذا به لا يقبل ثمنا لجهاده إلا الجنة، فكيف
يبلغ الإيمان إذاً من نفوس الصفوة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم
؟!.
أقسام الجهاد
يكون الجهاد بالكلمة، وبالمال، وبالنفس، وفيما يلي تعريف بكل قسم من هذه
الأقسام:
الجهاد بالكلمة
إن المقصود بالجهاد بالكلمة هو الدعوة إلى الله تعالى، ببيان العقيدة
والشريعة وتربية الناس ويفقههم، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وتوجيه
النصح للحاكم، وخاصة إذا كان جائراً، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر) رواه أبو داود، وقال: (سيد الشهداء
حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله). أبو داود
وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، وذلك لأن الناس تهاب الظالم ولا تنصحه
مما يؤدى إلى الطغيان والانحراف عن الاستقامة والمخالفة لدين الله، فكان
أجر من يسعى إلى تقويم الحاكم الجائر عظيماً، لأن عودته إلى الاستقامة
وطاعة الله تعالى تؤدى إلى إحياء فريضة الجهاد في المجتمع، وتهيئة الأمة
روحياً وجسمياً وفكرياً لمتطلباته.
الجهاد بالمال
حض الإسلام على الجهاد بالمال، لما له من أثر كبير في تجهيز الجيوش بالسلاح
والأدوات والتدريب، مما يقتضى صرف الأموال الوفيرة، وتقوم الدولة في الوقت
الحاضر بهذا الواجب، فتصرف من الموارد العامة على إعداد الجيوش، وعند
الحاجة، أو نقص الموارد، فيجب على أغنياء المسلمين دعم الجهاد بأموالهم،
قال تعالى: (انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُو ا بِأَمْوَال
ِكُمْ وَأَنْفُسِ كُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) (التوبة:41 ). وقد سئل رسول
الله صلى الله عليه و سلم : أي الناس أفضل ؟ فقال: (مؤمن يجاهد في سبيل
الله بنفسه وماله) رواه البخاري.
الجهاد بالنفس
يحرص الإسلام على السلم، ويدعو الناس إلى الدخول فيه، كما يحرص على
هدايتهم، بالبيان والترغيب، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلى رضي
الله عنه. حين وجهه لقتال يهود خبير: (لئن يهدى الله بك رجلا خبر من أن
يكون لك حمر النعم) رواه مسلم.
ولكن الإسلام يحث أيضا على القتال في سبيل الله لإعلاء كلمة الدين، أو
الدفع عن أرض المسلمين إذا هوجموا من عدوهم، والجهاد بالنفس من فروض
الكفايات إذا قام به البعض سقط عن الباقين، إلا عندما تغزى أرض المسلمين
فإنه يصبح فرض عين يقوم به كل قادر على القتال، قال تعالى: (إنما المؤمنون
الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وَأَنْفُسِ هِمْ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِ×× هُمُ الصَّادِقُ ونَ) (الحجرات:1 5).
وخاتمة القول: إن الجهاد شرع في الوقت المناسب، وشرع لإقامة الحق والعدل،
ونشر رسالة الإسلام وإزاحة العوائق من أمام هذه الرسالة لتصل للناس أجمعين



[size=25]غـــــــزو ات
العـــــــ ـام الثـــــان ي للهجرة




غزوة ذي العشيرة

في جمادى الأولى، وجمادى الآخرة سنة 2هـ الموافق نوفمبر وديسمبر سنة 623م.
خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في خمسين ومائة ويقال: في مائتين، من
المهاجرين، ولم يكره أحداً على الخروج، وخرجوا على ثلاثين بعيراً
يتعقبونها، يعترضون عيراً لقريش، ذاهبة إلى الشام، وقد جاء الخبر بفصولها
من مكة فيها أموال لقريش، فبلغ ذا العشيرة، فوجد العير قد فاتته بأيام،
وهذه هي العير التي خرج في طلبها حين رجعت من الشام فصارت سبباً لغزوة بدر
الكبرى.
وكان خروجه صلى الله عليه وسلم في أواخر جمادى الأولى، ورجوعه في أوائل
جمادى الآخرة على ما قاله ابن إسحاق، ولعل هذا هو سبب اختلاف أهل السير في
تعيين شهر هذه الغزوة. وفي هذه الغزوة عقد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
معاهدة عدم اعتداء مع بني مدلج وحلفائهم من بني ضمرة. واستخلف على المدينة
في هذه الغزوة أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومى، وكان اللواء في هذه الغزوة
أبيض، وحالمه حمزة بن عبد المطلب رضي اللَّه عنه.


غزوات
عام 2 هـ
غزوه بدر
عيـر أبي سفيان وندب المسـلمين للعير



عندما سمع الرسول صلى الله عليه و سلم بأبي سفيان مقبلاً من الشام في تجارة
لقريش، ندب المسلمين إليه، وقال لهم: (هذه عير قريش، فيها أموالهم،
فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها) .
وفي رواية عن أبى أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ونحن بالمدينة: (إني أخبرت عن عير أبي سفيان أنها مقبلة، فهل لكم أن نخرج
قبل هذه العير، لعل الله يغنمناها ؟ قلنا: نعم. فخرج وخرجنا معه).
إبـل المسلمين إلى بـدر
الطـريق إلى بدر
ولم يستنفر الرسول صلى الله عليه و سلم كل الناس، بل طلب أن يخرج معه من
كان ظهره حاضراً، ولم يأذن لمن أراد أن يأتي بظهره من أعلى المدينة، لذا لم
يعاتب أحداً تخلف عنها. وكان عددهم ما بين 313 وال 317 رجلاً، منهم ما بين
أل 82 وال 86 من المهاجرين و61 من الأوس و170 من الخزرج، معهم فَرَسان
وسبعون بعيراً، يتعاقب الرجلان والثلاثة على البعير الواحد. وكان أبو لبابة
وعلي بن أبى طالب زميلي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فعندما جاء دوره
في المشي، قالا له: (نحن نمشى عنك). فقال لهما: (ما أنتما بأقوى منى ولا
أنا بأغنى عن الأجر منكما).
وفي الطريق، عندما بلغوا الروحاء، رد الرسول صلى الله عليه و سلم أبا لبابة
وأمّره على المدينة، وسبق ذلك أن جعل عبد الله بن أم مكتوم على الصلاة،
وأصبح مكانه في زمالة الرسول صلى الله عليه و سلم على البعير، مرثد بن أبى
مرثد. ولذلك فلا خلاف بين رواية ابن إسحاق ورواية أحمد.
حـذر أبي سفيـان
وعندما علم أبو سفيان بالخطر المحدق بقافلته، أرسل ضمضم بن عمرو الغفاري
إلى مكة يستنجد بقريش. وجاء ضمضم مسرعاً إلى مكة، وعندما دخلها وقف على
بعيره، وقد جدع أنفه، وحول رحله، وشق قميصه، وهو يصيح: (يا معشر قريش،
اللطيمة اللطيمة، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد وأصحابه، لا أرى
إلا أن تدركوها، الغوث، الغوث).









[/size]




ععع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ذليلة الى الله




عدد المساهمات : 45
نقاط : 5126
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/01/2011

كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام   كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 19, 2011 7:10 am



قريش تتجهـز للخروج


وخرجت قريش مسرعة لإنقاذ عيرها ورجالها، ولتلتقي بالمسلمين في حرب تراها
قاضية على قوة المسلمين التي ظلت تهدد تجارتهم. ولم يتخلف من أشرافهم سوى
أبي لهب، فإنه أرسل مكانه العاص بن هشام، مقابل دين كان عليه، مقداره أربعة
آلاف درهم. ولم يتخلف من بطون قريش سوى بنى عدى. وبلغ عددهم في بداية
مسيرهم نحو ألف وثلاثمائة محارب، معهم مائة فرس وستمائة درع وجمال كثيرة،
بقيادة أبى جهل.
الشيطان وقـريش
وعندما خشوا أن تغدر بهم بنو بكر لعدواتها معهم، كادوا أن يرجعوا عما
أرادوه، فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك المدلجي، سيد بني كنانة،
وقال لهم: (أنا لكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشيء تكرهونه. فخرجوا
من ديارهم كما حكى عنهم القرآن (بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله)
{وَلاَ تَكُونُواْ ××الَّذِين َ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً
وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّو نَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا
يَعْمَلُون َ مُحِيطٌ} (الأنفال:4 7).
ذكر رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب
قال ابن إسحاق فأخبرني من لا أتهم عن عكرمة عن ابن عباس ويزيد بن رومان عن
عروة بن ال××ير قالا: وقد رأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضمضم مكة
بثلاث ليال رؤيا أفزعتها. فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب فقالت له
يا أخي، والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني، وتخوفت أن يدخل على قومك منها
شر ومصيبة فاكتم عني ما أحدثك به فقال لها: وما رأيت ؟ قالت رأيت راكبا
أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح ثم صرخ بأعلى صوته ألا انفروا يا آل غدر
لمصارعكم في ثلاث فأرى الناس اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد والناس يتبعونه
فبينما هم حوله مثل به بعيره على ظهر الكعبة ثم صرخ بمثلها: ألا انفروا يا
آل غدر لمصارعكم في ثلاث ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس فصرخ بمثلها. ثم
أخذ صخرة فأرسلها فأقبلت تهوي، حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضت فما بقي
بيت من بيوت مكة ولا دار إلا دخلتها منها فلقة قال العباس والله إن هذه
لرؤيا، وأنت فاكتميها، ولا تذكريها لأحد. وفى القصة إنكار العباس على أبي
جهل قوله: (حتى حدثت فيكم هذه النبية)، وإرادة العباس أن يشاتمه، واشتغال
أبى جهل عنه بمجيء ضمضم يستنفر قريشاً لصد المسلمين عن عيرهم، فتجهزوا
وخرجوا إلى بدر، فصدق الله رؤيا عاتكة.
نجـاة أبي سفيان بالعيـر
لقد كان أبو سفيان متيقظاً للخطر المتكرر من جانب المسلمين. ولذا عندما
اقترب من بدر لقي مجدي بن عمرو وسأله عن جيش الرسول صلى الله عليه و سلم ،
فأفاده مجدي بأنه رأى راكبين أناخا إلى تل، ثم استقيا في شن لهما، ثم
انطلقا، فبادر أبو سفيان إلى مناخيهما، فأخذ من أبعار بعيريهما، ففته، فعرف
منه أنه من علائف المدينة، فأسرع تاركاً الطريق الرئيس الذي يمر على يسار
بدر، واتجه إلى طريق الساحل غرباً، ونجا من الخطر. ثم أرسل رسالة أخرى إلى
جيش قريش، وهم بالجحفة، يخبرهم فيها بنجاته، ويطلب منهم الرجوع إلى مكة.
وهم جيش مكة بالرجوع، ولكن أبا جهل رفض ذلك، قائلا: (والله لا نرجع حتى نرد
بدراً، فنقيم بها ثلاثا، فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقى الخمر، وتعزف
لنا القيان، وتسمع بنا العرب وبميسرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبدا.
فامضوا).
رجـوع بني زهـرة
فأطاعه القوم ما عدا الأخنس بن شريق، حيث رجع بقومه بني زهرة، وطالب بن أبى
طالب، لأن قريشاً في حوارها معه، اتهمت بنى هاشم بأن هواهم مع محمد صلى
الله عليه و سلم . وساروا حتى نزلوا قريباً من بدر، وراء كثيب يقع بالعدوة
القصوى، على حدود وادي بدر.

[size=25]الرسول صلى الله
عليه و سلم يستشير اصحابه



وبلغ خبر ذلك الرسول صلى الله عليه و سلم ، فاستشار أصحابه. وخشي فريق منهم
المواجهة في وقت لم يتوقعوا فيه حربا كبيرة، ولم يستعدوا لها بكامل عدتهم
وعتادهم، فجادلوا الرسول صلى الله عليه و سلم ليقنعوه بوجهة نظرهم. وفيهم
نزل قول الله تعالى: {××مَا أَخْرَجَ×× رَبُّ×× مِن بَيْتِ×× بِالْحَقِّ
وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِن ِينَ لَ××ارِهُو نَ يُجَادِلُو نَ××
فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ ××أَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ
وَهُمْ يَنظُرُونَ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَ تِيْنِ
أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّو نَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْ××ة ِ تَكُونُ
لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِ××لِمَات ِهِ وَيَقْطَعَ
دَابِرَ الْ××افِرِ ينَ} (الأنفال:7 ).
وتكلم قادة المهاجرين، وأيدوا الرأي القائل بالسير لملاقاة العدو، منهم أبو
بكر وعمر والمقداد بن عمرو. ومما قاله المقداد: (يا رسول الله، امض لما
أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب
أنت وربك فقاتلا، إنا ها هنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما
مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه
حتى تبلغه). وفى رواية قال: (لا نقول كما قال قوم موسى: اذهب أنت وربك
فقاتلا إن هاهنا قاعدون، ولكننا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك)
وسر النبي صلى الله عليه و سلم من قوله.
وبعد سماعه كلام قادة المهاجرين، قال: (أشيروا على أيها الناس)، وكان بذلك
يريد أن يسمع رأي قادة الأنصار، لأنهم غالبية جنده، ولأن نصوص بيعة العقبة
الكبرى لم تكن في ظاهرها ملزمة لهم بحماية الرسول صلى الله عليه و سلم خارج
المدينة، وأدرك سعد بن معاذ – حامل لواء الأنصار – مراد الرسول صلى الله
عليه و سلم ، فنهض قائلا: (والله لكأنك تريدنا يا رسول الله ؟ قال: أجل.
قال: فقد آمنا بك فصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك
عهودنا ومواثيقنا، على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي
بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل
واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً، إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء،
ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله). فسر رسول صلى
الله عليه و سلم بقول سعد، ونشطه ذلك، ثم قال: سيروا وابشروا: فإن الله
تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأنى الآن انظر إلى مصارع القوم).
وفي الطريق وعند بحرة الوبرة أدركه رجل من المشركين، قد كان يذكر منه جرأة
ونجدة، أراد أن يحارب معه، فقال له الرسول صلى الله عليه و سلم : (ارجع فلن
أستعين بمشرك)، ثم عرض له مرة ثانية بالشجرة، ومرة ثالثة بالبيداء،
والرسول صلى الله عليه و سلم يقول ما قاله أول مرة، وأخيراً أقر بالإسلام،
فقبله الرسول صلى الله عليه و سلم .
منزل المسلميـن ومنزل قريشوعندما وصل قريباً من الصفراء، بعث بسبس بن
الجهني وعدى بن أبى الزغباء الجهنى إلى بدر يتحسسان له الأخبار عن أبي
سفيان وعيره. ويروى أنه خرج هو وأبو بكر لهذا الغرض، ولقيا شيخا فسألاه عن
جيش قريش، فاشترط عليهما أن يخبراه ممن هما، فوافقا، وطلبا منه أن يخبراهما
هو أولاً، فأخبرهما بأنه قد بلغه أن محمداً وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا،
فإن صدق الذي أخبره فهم اليوم بمكان كذا وكذا – للمكان الذي به جيش
المسلمين – وإن صدق الذي أخبره بجيش قريش فهم اليوم بمكان كذا – للمكان
الذي به جيش قريش. ولما فرغ من كلامه قال: ممن أنتما ؟ فقال له رسول الله
صلى الله عليه و سلم : نحن من ماء، ثم انصرفا عنه، وتركاه يقول: من ماء ؟
أمن ماء العراق ؟
وفى
مساء ذلك اليوم أرسل علياً وال××ير وسعداً بن أبى وقاص في نفر من أصحابه
لجمع المعلومات عن العدو، فوجدوا على ماء بدر غلامين يستقيان لجيش مكة،
فأتوا بهما إلى الرسول صلى الله عليه و سلم وهو يصلى، وأخذوا في استجوابهما
. فأفادا أنهما سقاة جيش قريش، فلم يصدقوهما، وكرهوا هذا الجواب، ظنا
منهم أنهما لأبى سفيان، إذ لا يزال الأمل يحدوهم في الحصول على العير.
وضربوهما حتى قالا أنهما لأبي سفيان. وعندما فرغ الرسول صلى الله عليه و
سلم من صلاته عاتب أصحابه لأنهم يضربونهما إذا صدقا، ويتركونهما إذا كذبا.
ثم سألهما الرسول صلى الله عليه و سلم عن مكان الجيش المكي، فقال: هم وراء
هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى. وعندما سألهما عن عدد جيش مكة وعدته
لم يستطيعا تحديد ذلك، لكنهما حددا عدد الجزور التي تنحر يومياً بأنها ما
بين التسعة والعشرة، فاستنتج الرسول صلى الله عليه و سلم بأنهم بين
التسعمائة والألف، وذكرا له من بالجيش من أشراف مكة، فقال الرسول صلى الله
عليه و سلم لأصحابه: (هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها). وأشار إلى مكان
مصارع جماعة من زعماء قريش، فما ماط أحدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله
عليه و سلم . الله يثبت قلـوب المسلمين وأنزل الله تعالى في هذه الليلة
مطراً طهر به المؤمنين وثبت به الأرض تحت أقدامهم، وجعله وبالاً شديدًا على
المشركين. وفي هذا قال تعالى: }وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به
ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام{
ومن نعمه على المسلمين يوم بدر أيضاً أن غشيهم النعاس أمنة منه، كما في صدر
آية نعمة إنزال المطر: {إِذْ يُغَشِّيكُ مُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ
وَيُنَزِّل ُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّ رَكُم بِهِ
وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَا نِ وَلِيَرْبِ طَ عَلَى قُلُوبِكُم
ْ وَيُثَبِّت َ بِهِ الأَقْدَام َ }. روى في ذلك الإمام أحمد بسنده إلى
أنس بن مالك أن أبا طلحة، قال: (غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم بدر،
فكنت فيمن غشيه النعاس يومئذ فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه).
وزاد الله المؤمنين فضلاً بان أوقع الخلاف في صفوف عدوهم. فقد روى أحمد أن
عتبة بن ربيعة أخذ يثني قومه عن القتال محذرا من مغبته، لأنه علم أن
المسلمين سوف يستميتون، فاتهمه أبو جهل بالخوف. وروى البزار، أن عتبة قال
لقومه يوم ذاك: (إن الأقارب سوف تقتل بعضهم بعضاً، مما يورث في القلوب
مرارة لن تزول، فاتهمه أبو جهل بالخوف، وليريه شجاعته، دعا أخاه وابنه وخرج
بينهما داعياً إلى المبارزة). وكان الرسول صلى الله عليه و سلم قد رأى
عتبة على جمل أحمر، فقال: (إن يكن في أحد من القوم خير فعند صاحب الجمل
الأحمر، إن يطيعوه يرشدوا). وشاء الله أن يعصوه، وضاع رأيه وسط إثارة أبى
جهل الثارات القديمة.
مشـورة الحباب سبق الرسول صلى الله عليه و سلم المشركين إلى ماء بدر، ليحول
بينهم وبين الماء. وهنا أبدى الحباب بن المنذر رأيه قائلاً: (يا رسول
الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر
عنه ؟ أم هو الرأي والحـرب والمكيدة ؟) قال: (بل هو الرأي والحرب
والمكيدة)، قال: (يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي
أدنى ماء من القوم – قريش – فننزله ونغور – نخرب – ما وراءه من القلب
الآبار ثم نبنى عليه حوضاً فنملأه ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون) فقال
رسول الله صلى الله عليه و سلم : (لقد أشرت بالرأي). وفعل ما أشار به
الحباب بن المنذر. بناء العريش لرسول الله صلى الله عليه و سلم وعندما
استقروا في المكان، قال سعد بن معاذ مقترحاً: (يا نبي الله، ألا نبنى لك
عريشاً تكون فيه، ونعد عندك ركائبك، ثم نلقى عدونا، فإن أعزنا الله وأظهرنا
على عدونا كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن
وراءنا من قومنا، فقد تخلف عنك أقوام يا نبي الله ما نحن بأشد لك حباً
منهم، ولو ظنوا أنك تلقى حرباً ما تخلفوا عنك، يمنعك الله بهم يناصحونك
ويجاهدون معك)، فوافق الرسول صلى الله عليه و سلم على هذا الاقتراح. جهـاد
النبي في المعركة
ويفهم من النصوص الواردة في شأن القتال ببدر أن الرسول صلى الله عليه و سلم
شارك في القتال، ولم يمض كل وقته داخل هذا العريش أو في الدعاء، كما فهم
بعض كتاب السيرة. فقد روى الإمام أحمد عن على، قال: (لقد رأيتنا في يوم بدر
ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه و سلم وهو أقربنا من العدو، وكان من
أشد الناس يومئذ بأساً)، وفى موضع آخر بالسند نفسه: (لما حضر البأس يوم
بدر، اتقينا برسول الله صلى الله عليه و سلم ، وكان من أشد الناس، ما كان
أو لم يكن أحد أقرب إلى المشركين منه). وروى مسلم أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال لأصحابه يوم بدر: (لا يتقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا
دونه). وقال ابن كثير: (وقد قاتل بنفسه الكريمة قتالاً شديداً ببدنه،
وكذلك أبو بكر الصديق، كما كانا في العريش يجاهدان بالدعاء والتضرع، ثم
نزلا فحرضا وحثا على القتال، وقاتلا بالأبدان جمعاً بين المقامين
الشريفين).
مناشدة الرسول ربه النصر بعد أن اتخذ الرسول صلى الله عليه و سلم كل
الوسائل المادية الممكنة للنصر في حدود الطاقة البشرية، بات ليلته يتضرع
إلى الله تعالى أن ينصره، ومن دعائه كما جاء في رواية عند مسلم: (اللهم
أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل
الإسلام لا تعبد في الأرض) وتقول الرواية: (فما زال يهتف بربه حتى سقط
رداؤه عن منكبيه. فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزامه
من ورائه، وقال: (يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك)،
فأنزل الله عز وجل: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من
الملائكة مردفين) (الأنفال:9 ).
ومما رواه البخاري من دعائه في ذلك اليوم: (اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك،
اللهم إن تشأ لا تعبد بعد اليوم)، وتقول الرواية: (فأخذ أبو بكر بيده فقال:
حسبك يا رسول الله، ألححت على ربك، وهو يثب في الدرع فخرج وهو يقول:
(سيهزم الجمع ويولون الدبر).
التقاء الفريقين فلما تراءى الجيشان، وكان ذلك في صبيحة يوم الثلاثاء 17
رمضان من السنة الثانية للهجرة قام النبي صلى الله عليه و سلم بتعديل صفوف
جيشه حتى صاروا كأنهم بنيان مرصوص، ونظر لقريش فقال: اللهم هذه قريش قد
أقبلت بخيلائها وفخرها تحادّك وتكذّب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني.طلب
المبارزة

ثم برز ثلاثة من صفوف المشركين، وهم عتبة بن ربيعة وابنه الوليد وأخوه شيبة
وطلبوا من يخرج إليهم، فبرز لهم ثلاثة من الأنصار، فقال المشركون: إنما
نطلب أكفاءنا من بني عمنا (أى القرشيين)، فبرز لهم حمزة بن عبد المطلب
وعبيدة بن الحارث وعليّ بن أبي طالب، فكان حمزة بإزاء شيبة وكان عبيدة
بإزاء عتبة وكان عليّ بإزاء الوليد، فأما حمزة وعليّ فقد أجهز كل منهما على
مبارزه، وأما عبيدة فقد ضرب صاحبه ضربة لم تمته وضربه صاحبه مثلها، فجاء
علي وحمزة فأجهزا على مبارز عبيدة وحملا عبيدة وهو جريح إلى صفوف المسلمين،
وقد مات من آثار جراحه رضى الله عنه.

[/size]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ذليلة الى الله




عدد المساهمات : 45
نقاط : 5126
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/01/2011

كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام   كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 19, 2011 7:11 am



خروج الرسول من
العريش

وهزيمة المشركين


ثم بدأ الهجوم فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من العريش يشجع الناس
ويقول: (سَيُهْزَم ُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّو نَ الدُّبُرَ) ، وأخذ من
الحصباء حفنة رمى بها في وجوه المشركين قائلا: شاهت الوجوه ( أي: قبحت)، ثم
قال لأصحابه: شدوا عليهم. فحمى الوطيس (أي: اشتد القتال). وأمد الله تعالى
المسلمين بملائكة النصر، فلم تك إلا ساعة حتى انهزم المشركون وولوا
الأدبار، وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون، فقتلوا منهم سبعين رجلا وأسروا
سبعين، ومن بين القتلى كثيرون من صناديدهم.
ولما انتهت الموقعة أمر عليه الصلاة والسلام بدفن الشهداء من المسلمين، كما
أمر بإلقاء قتلى المشركين في قليب بدر، ولم يستشهد من المسلمين سوى أربعة
عشر رجلا رضي الله عنهم.
بعد أن انتهي القتال في بدر ودفن الشهداء والقتلى؛ أمر رسول الله صلى الله
عليه و سلم بجمع الغنائم فجمعت، وأرسل من يبشر أهل المدينة بالنصر، ثم عاد
عليه الصلاة والسلام بالغنائم والأسرى إلى المدينة، فقسم الغنائم بين
المجاهدين ومن في حكمهم من المخلَّفين لمصلحة، وحفظ لورثة الشهداء أسهمهم،
وأما الأسرى فرأى بعد أن استشار أصحابه فيهم أن يستبقيهم ويقبل الفداء من
قريش عمَّن تريد فداءه، فبعثت قريش بالمال لفداء أسراهم، فكان فداء الرجل
من ألف درهم الى أربعة آلاف درهم بحسب منزلته فيهم، ومن لم يكن معه فداء
وهو يحسن القراءة والكتابة أعطوه عشرة من غلمان المسلمين يعلمهم، فكان ذلك
فداءه.
وكان من الأسرى العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه و سلم فلم
يُعفه من الفداء مع أنه إنما خرج لهذه الحرب مُكْرَها، وقد أسلم العباس عقب
غزوة بدر ولكنه لم يظهر إسلامه إلا قبيل فتح مكة. وكان منهم أيضاً أبو
العاص بن الربيع زوج زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وقد افتدته
رضى الله عنها بقلادتها فرُدَّت إليها، واشترط عليه النبي صلى الله عليه و
سلم أن يمكّنها من الهجرة إلى المدينة فوفي بشرطه، وقد أسلم قبل فتح مكة،
فرد إليه النبي صلى الله عليه و سلم زوجته. ومنهم من منَّ عليه النبي صلى
الله عليه و سلم بغير فداء؛ كأبي عزة الجمحي الذي كان يثير بشعره قريشاً ضد
المسلمين، فطلب من رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يفكه من الأسر على
ألا يعود لمثل ذلك، فأطلقه على هذا الشرط، ولكنه لم يف بعهده بعد، وقتل بعد
غزوة أحد.
ومن قتلى قريش: أبو جهل بن هشام، وأمية بن خلف، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة،
وحنظلة بن أبي سفيان، والوليد بن عتبة، والجراح والد أبي عبيدة، قتله ابنه
أبو عبيدة بعد أن ابتعد عنه فلم يرجع.
وأما شهداء بدر الأربعة عشر فمنهم ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار،
فمن المهاجرين: عبيدة بن الحارث وعمير بن أبي وقاص، ومن الأنصار: عوف
ومعوّذ ابنا عفراء الخزرجيان، وهما اللذان قتلا أبا جهل، ومنهم سعد بن
خيثمة الأوسيّ أحد النقباء في بيعة العقبة.
وهذه الغزوة الكبرى التي انتصر فيها المسلمون ذلك الانتصار الباهر، مع قلة
عَددهم وعُددهم وكثرة عَدد العدوّ وعُدده، من الأدلة الكبرى على عناية الله
تعالى بالمسلمين الصادقي العزيمة الممتلئة قلوبهم طمأنينة بالله تعالى
وثقة بما وعدهم على لسان رسوله صلى الله عليه و سلم من الفوز والنصر.
ولقد دخل بسببها الرعب في قلوب كافة العرب، فكانت للمسلمين عزاً وهيبة
وقوة، والحمد لله رب العالمين



[size=25]غزوه بنى قينقاع

مقدمة



الخيانة والغدر وإحداث الشغب، والفتن، ونشر الفساد، مما اشتهر به اليهود
قديماً وحديثاً، وذلك هو خلقهم، وطبعهم، وعلاجهم منه ليس بالأمر السهل
اليسير، ولذلك لا ينفع معهم في كثير من الأحيان إلا القتل، أو الإبعاد
ليبقى المجتمع سليماً من كيدهم ومؤامراتهم ، والتاريخ إلى يومنا شاهد
بذلك، فأينما حلوا أفسدوا، ولم يتقبلهم أي مجتمع، حتى إخوانهم فى الكفر لم
يقبلوا بهم.
فساد اليهود

ونصيحة الرسول لهم وردهم عليه

وصراع
المسلمين مع اليهود بدأ منذ أول عهد الرسالة، وقد أقاموا عهوداً ومواثيق
مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولكنهم سرعان ما نقضوها، فبعد هزيمة
قريش في غزوة بدر، ازداد غيظ اليهود في المدينة، وكان من أشدهم يهود بنى
قينقاع، فقاموا بإثارة الشغب، واستفزاز المسلمين، فجمعهم الرسول صلى الله
عليه وسلم ، وطالبهم بالإسلام قبل أن يصيبهم ما أصاب قريشاً، فقابلوا ذلك
بالرفض والصدود، والإستمرار في الأذى مغترين بما لديهم من آلات الحرب
لكونهم صاغة وحدادين وصنّاع فأنزل الله فيهم قوله تعالى: { {11} قُل
لِّلَّذِين َ ××فَرُواْ سَتُغْلَبُ ونَ وَتُحْشَرُ ونَ إِلَى جَهَنَّمَ
وَبِئْسَ الْمِهَادُ {12} قَدْ ××انَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ
الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى ××افِرَةٌ
يَرَوْنَهُ م مِّثْلَيْه ِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ
بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِ×× لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَار
} (آل عمران:12،1 3).
سبب الحرب بينهم وبين المسلمين
وذكر ابن كثير، وابن هشام أن امرأة من العرب جلست إلى صائغ في سوق بنى
قينقاع، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها،
فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها، فضحكوا عليها، فصاحت، فوثب رجل
من المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهودياً فشدت اليهود على المسلم فقتلوه.
فحاصرهم المسلمون في حصونهم حتى نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه
وسلم في رقابهم، وأموالهم، ونسائهم، وذراريهم.
مدة حصارهم
قال ابن هشام : واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة في
محاصرته إياهم بشير بن عبد المنذر وكانت محاصرته إياهم خمس عشرة ليلة .
موقف عبد الله بن أبي بن سلول
ثم قام زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول مطالباً رسول الله صلى الله
عليه وسلم بإلحاحٍ شديد أن يعفو عنهم، وكانوا حلفاء الخزرج، وفيه نزل قول
الله "{50} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُو اْ الْيَهُودَ
وَالنَّصَا رَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن
يَتَوَلَّه ُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِ ينَ{51} فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ
يُسَارِعُو نَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ
فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْح ِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ
فَيُصْبِحُ واْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِ مْ نَادِمِينَ "
(المائدة: 50،51)، فعامله الرسول بالمراعاة، ووهبهم له، وأمرهم أن يخرجوا
من المدينة ولا يجاوروه فيها، فخرجوا إلى أذرعات الشام، بعد أن قبض منهم
الرسول صلى الله عليه وسلم أموالهم، ولم يلبثوا في الشام حتى هلك أكثرهم،
وكان عددهم سبعمائة رجل


[center][size=25]غزوات عام 3 هـ

غزوة ذي أمر

كان النبي صلى الله عليه و سلم في مراقبة دائمة لأعدائه وخصومه الذين
يبحثون عن أي فرصة تمكنهم من إلحاق الأذى بالمسلمين، وكان كلما هم هؤلاء
الأعداء من الأعراب وغيرهم بمهاجمة المدينة خرج إليهم
النبي صلى الله عليه و سلم فأدبهم وفرق جمعهم، وشتت شملهم، ومن ذلك أن
النبي صلى الله عليه و سلم بلغه أنّ جمعاً من غطفان قد تجمّعوا يريدون
الإغارة على أطراف المدينة، يتزعمهم دعثور بن الحارث بن محارب، فخرج النبي
صلى الله عليه و سلم في أربعمائة وخمسين رجلاً ما بين راكب وراجل، واستخلف
على المدينة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان ذلك في السنة الثالثة
للهجرة، وفي أثناء الطريق قبض المسلمون على رجل يقال له جبار من بني ثعلبة
فدعاه النبي صلى الله عليه و سلم إلى الإسلام فأسلم، وصار دليلاً للجيش إلى
بلاد العدو، وهرب هؤلاء الأعراب من النبي صلى الله عليه و سلم وتفرقوا في
رؤوس الجبال، ونزل صلّى الله عليه وآله وسلّم مكان تجمعهم وهو الماء المسمى
بذي أمر فعسكر به قريباً من الشهر، ليُشعِر الأعراب بقوة المسلمين ويستولى
عليهم الرعب والرهبة، وقد حصل لرسول الله صلى الله عليه و سلم من المعجزة،
ومن إكرام الله له في هذه الغزوة أمر عجب.
روى ابن اسحق وغيره من أصحاب المغازى والسير، أن المسلمين في هذه الغزوة
أصابهم مطر كثير، فذهب رسول الله صلى الله عليه و سلم لحاجته فأصابه ذلك
المطر فبلَّل ثوبه، وقد جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم وادي ذي أمر
بينه وبين أصحابه، ثمّ نزع ثيابه فنشرها على شجرة لتجف، ثمّ اضطجع تحتها،
والأعراب ينظرون إلى كلّ ما يفعل رسول الله، فقالت الأعراب لدعثور - وكان
سيّدهم وأشجعهم - قد أمكنك الله من قتل محمّد، وقد انفرد من أصحابه حيث إن
غوّث - أي طلب الغوث والنجدة - بأصحابه لم يُغث حتى تقتله، فاختار سيفاً من
سيوفهم صارماً، ثمّ أقبل حتّى قام على رأس رسول الله بالسيف مشهوراً فقال:
يا محمّد من يمنعك منّى اليوم؟ قال: الله، ودفع جبريل عليه السلام في صدره
فوقع السيف من يده، فأخذه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقام على رأسه
وقال: من يمنعك منّى ؟، قال: لا أحد، وأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ
محمّداً رسول الله، والله لا أُكثِّر عليك جمعاً أبداً، ثم أعطاه رسول الله
سيفه ثمّ أدبر، ثمّ أقبل بوجهه ثمّ قال: والله لأنت خير منى، قال رسول
الله: أنا أحقّ بذلك منك، فأتى قومه فقالوا له: أين ما كنت تقول، وقد أمكنك
الله منه، والسيف في يدك ؟ قال: قد كان والله ذلك، ولكني نظرت إلى رجل
أبيض طويل دفع في صدري فوقعت لظهري، فعرفت أنّه مَلَك، وشهدت أنّ محمداً
رسول الله، والله لا أُكثِّر عليه جمعاً أبداً، وجعل يدعو قومه إلى
الإسلام، ونزلت هذه الآية: {يا أيها الذِين آمَنُوا اذكُرُوا نِعمَةَ الله
عَليكُم إذ هَمَ قَومٌ أن يَبسُطُوا إليكم أيديهم فَ××فَّ أيديهم عَنكُم}
(المائدة:1 1). وهذه القصة ثابتة في الصحيحين بسياق مختلف، وفي غزوة أخرى
كذلك، وما في الصحيحين أصح.
ومن هذه الغزوة وما حصل فيها، يتبين لنا أن الله ناصر دينه وجنده، وما على
المسلمين إلا أن يبذلوا وسعهم، ويجاهدوا لإعلاء كلمة الله، والله نسأله أن
ينصر المجاهدين في سبيله في كل مكان، إنه ولى ذلك والقادر عليه، والحمد لله
رب العالمين.





[/size]
[/center]
[/size]






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ذليلة الى الله




عدد المساهمات : 45
نقاط : 5126
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/01/2011

كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام   كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 19, 2011 7:12 am



غزوه أحد


وفي شوال سنة 3هـ كانت وقعة أحد. وذلك أن الله
تبارك وتعالى لما أوقع بقريش يوم بدر، وترأس فيهم أبو سفيان، لذهاب
أكابرهم، أخذ يؤلب على رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلى المسلمين. ويجمع
الجموع، فجمع قريباً من ثلاثة آلاف من قريش، والحلفاء والأحابيش. وجاءوا
بنسائهم لئلا يفروا، ثم أقبل بهم نحو المدينة، فنزل قريباً من جبل أحد.
فاستشار رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه في الخروج إليهم، وكان رأيه
أن لا يخرجوا، فإن دخلوها قاتلهم المسلمون على أفواه السكك، والنساء من فوق
البيوت، ووافقه عبد الله بن أبى - رأس المنافقين - على هذا الرأي، فبادر
جماعة من فضلاء الصحابة - ممن فاته بدر - وأشاروا على رسول الله صلى الله
عليه و سلم بالخروج، وألحوا عليه. فنهض ودخل بيته، ولبس لأمته، وخرج عليهم،
فقالوا: استكرهنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على الخروج. ثم قالوا: إن
أحببت أن تمكث بالمدينة فافعل، فقال: ما ينبغي لنبي إذا لبس درعه أن يضعه
حتى يحكم الله بينه وبين عدوه. فخرج في ألف من أصحابه، واستعمل على المدينة
عبد الله بن أم مكتوم.
وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى
رؤيا: رأى أن في سيفه ثلمة، وأن بقراً تذبح. وأنه يدخل يده في درع حصينة.
فتأول الثلمة: برجل يصاب من أهل بيته، والبقر: بنفر من أصحابه يقتلون،
والدرع بالمدينة، فخرج، وقال لأصحابه: عليكم بتقوى الله، والصبر عند البأس
إذا لقيتم العدو، وانظروا ماذا أمركم الله به فافعلوا. فلما كان بالشوط -
بين المدينة وأحد - انخزل عبد الله بن أبي بنحو ثلث العسكر، وقال: عصاني.
وسمع من غيري ما ندري علام نقتل أنفسنا ها هنا، أيها الناس ؟ فرجع وتبعهم
عبد الله بن عمرو - والد جابر - يحرضهم على الرجوع، ويقول: قاتلوا في سبيل
الله أو ادفعوا، قالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون لم نرجع، فرجع عنهم وسبهم.
وسأل نفر من الأنصار رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يستعينوا بحلفائهم
من يهود ، فأبى، وقال: من يخرج بنا على القوم من كثب ؟. فخرج به بعض
الأنصار، حتى سلك في حائط لمربع بن قيظي من المنافقين - وكان أعمى - فقام
يحثو التراب في وجوه المسلمين، ويقول: لا أحل لك أن تدخل في حائطي، إن كنت
رسول الله. فابتدروه ليقتلوه. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا
تقتلوه فهذا أعمى القلب أعمى البصر. ونفذ حتى نزل الشعب من أحد، في عدوة
الوادي الدنيا، وجعل ظهره إلى أحد، ونهى الناس عن القتال حتى يأمرهم. فلما
أصبح يوم السبت تعبأ للقتال، وهو في سبعمائة، منهم خمسون فارساً، واستعمل
على الرماة - وكانوا خمسين - عبد الله بن جبير. وأمرهم: أن لا يفارقوا
مركزهم، ولو رأوا الطير تختطف العسكر، وأمرهم: أن ينضحوا المشركين بالنبل،
لئلا يأتوا المسلمين من ورائهم. وظاهر رسول الله صلى الله عليه و سلم بين
درعين. وأعطى اللواء مصعب بن عمير، وجعل على إحدى المجنبتين ال××ير بن
العوام، وعلى الأخرى: المنذر بن عمرو.
واستعرض الشباب يومئذ، فرد من استصغر عن القتال - كابن عمر، وأسامة بن زيد،
والبراءة، وزيد بن أرقم، وزيد بن ثابت، وعرابة الأوسى - وأجاز من رآه
مطيقاً. وتعبأت قريش، وهم ثلاثة آلاف. وفيهم مائتا فارس، فجعلوا ميمنتهم:
خالد بن الوليد، وعلى الميسرة: عكرمة بن أبى جهل.
ودفع رسول الله صلى الله عليه و سلم سيفه إلى أبي دجانة. وكان أول من بدر
من المشركين أبو عامر - عبد عمرو بن صيفي - الفاسق، وكان يسمى الراهب. وهو
رأس الأوس في الجاهلية، فلما جاء الإسلام شرق به، وجاهر بالعداوة. فذهب إلى
قريش يؤلبهم على رسول الله صلى الله عليه و سلم ووعدهم: بأن قومه إذا رأوه
أطاعوه، فلما ناداهم، وتعرف إليهم، قالوا: لا أنعم الله بك عيناً يا فاسق،
فقال: لقد أصاب قومي بعدي شر. ثم قاتل المسلمين قتالاً شديداً، ثم أرضخهم
بالحجارة. وأبلى يومئذ أبو دجانة، وطلحة، وحمزة، وعلى، والنضر بن أنس، وسعد
بن الربيع بلاء حسناً. وكانت الدولة أول النهار للمسلمين، فانهزم أعداء
الله، وولوا مدبرين، حتى انتهوا إلى نسائهم، فلما رأى ذلك الرماة، قالوا:
الغنيمة، الغنيمة، فذكرهم أميرهم عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فلم
يسمعوا، فأخلوا الثغر، وكر فرسان المشركين عليه، فوجدوه خالياً، فجاءوا
منه. وأقبل آخرهم حتى أحاطوا بالمسلمين فأكرم الله من أكرم منهم بالشهادة -
وهم سبعون - وولى الصحابة. وخلص المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه و
سلم ، فجرحوه جراحات، و××روا رباعيته. وقتل مصعب بن عمير بين يديه، فدفع
اللواء إلى علي بن أبي طالب. وأدركه المشركون يريدون قتله، فحال دونه نحو
عشرة حتى قتلوا، ثم جالدهم طلحة بن عبيد الله حتى أجهضهم عنه، وترس أبو
دجانة عليه بظهره، والنبل يقع فيه وهو لا يتحرك. وأصيبت يومئذ عين قتادة بن
النعمان، فأتى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فردها بيده، فكانت أحسن
عينيه. وصرخ الشيطان: إن محمداً قد قتل، فوقع ذلك في قلوب كثير من
المسلمين. فمر أنس بن النضر بقوم من المسلمين قد ألقوا بأيديهم، فقالوا:
قتل رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال: ما تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا
فموتوا على ما مات عليه. ثم استقبل الناس، ولقي سعد بن معاذ، فقال: يا
سعد! إني لأجد ريح الجنة من دون أحد، فقاتل حتى قتل، ووجد به سبعون جراحة.
وقتل وحشي حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، رماه بحربة على طريقة الحبشة.
وأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم نحو المسلمين، فكان أول من عرفه تحت
المغفر: كعب بن مالك، فصاح بأعلى صوته: يا معشر المسلمين! هذا رسول الله،
فأشار إليه: أن اسكت، فاجتمع إليه المسلمون، ونهضوا معه إلى الشعب الذي نزل
فيه. فلما أسندوا إلى الجبل أدركه أبي بن خلف على فرس له، كان يزعم بمكة:
أنه يقتل عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فلما اقترب منه طعنه رسول
الله صلى الله عليه و سلم في ترقوته، فكر منهزماً. فقال له المشركون: ما بك
من بأس، فقال: والله لو كان ما بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعين. وحانت
الصلاة، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم جالساً. وشد حنظلة بن أبى
عامر على أبي سفيان، فلما تمكن منه حمل عليه شداد بن الأسود فقتله، وكان
حنظلة جنباً، فإنه حين سمع الصيحة وهو على بطن امرأته: قام من فوره إلى
الجهاد، فأخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الملائكة تغسله. وكان
الأصيرم - عمرو بن ثابت بن وقش - يأبى الإسلام، وهو من بنى عبد الأشهل،
فلما كان يوم أحد: قذف الله الإسلام في قلبه للحسنى التي سبقت له. فأسلم
وأخذ سيفه، فقاتل، حتى أثبتته الجراح، ولم يعلم أحد بأمره. فلما طاف بنو
عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم، وجدوا الأصيرم - وبه رمق يسير، فقالوا: والله
إن هذا الأصيرم، ثم سألوه: ما الذي جاء بك ؟ أحدب على قومك، أم رغبة في
الإسلام ؟ فقال: بل رغبة في الإسلام، آمنت بالله وبرسوله وأسلمت، ومات من
وقته. فذكروه لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال: هو من أهل الجنة، ولم
يصل لله سجدة قط. ولما انقضت الحرب: أشرف أبو سفيان على الجبل، ونادى:
أفيكم محمد ؟ فلم يجيبوه، فقال: أفيكم ابن أبى قحافة ؟ فلم يجيبوه. فقال:
أفيكم ابن الخطاب ؟ فلم يجيبوه، فقال: أما هؤلاء فقد كفيتموهم، فلم يملك
عمر نفسه أن قال: يا عدو الله! إن الذين ذكرتهم أحياء، وقد أبقى الله لك
منهم ما يسوءك، ثم قال: اعل هبل، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ألا
تجيبوه ؟، قالوا: ما نقول ؟ قال: قولوا: الله أعلى وأجل، ثم قال: لنا
العزى، ولا عزى لكم، قال: ألا تجيبوه ؟ قالوا: ما نقول ؟ قال: قولوا: الله
مولانا، ولا مولى لكم، ثم قال: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، فقال عمر: لا
سواء، قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار. وأنزل الله عليهم النعاس في بدر
وفي أحد، والنعاس في الحرب من الله، وفى الصلاة ومجالس الذكر: من الشيطان.
وقاتلت الملائكة يوم أحد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ففي الصحيحين
عن سعد، قال: رأيت رسول الله يوم أحد، ومعه رجلان يقاتلان عنه، عليهما ثياب
بيض، كأشد القتال، وما رأيتهما قبل ولا بعد. ومر رجل من المهاجرين برجل من
الأنصار - وهو يتشحط في دمه - فقال: يا فلان! أشعرت أن محمداً قتل ؟ فقال
الأنصاري: إن كان قد قتل فقد بلغ، فقاتلوا عن دينكم، فنزل: (وما محمد إلا
رسول قد خلت من قبله الرسل)
وكان يوم أحد يوم بلاء وتمحيص، اختبر الله عز وجل به المؤمنين، وأظهر به
المنافقين، وأكرم فيه من أراد كرامته بالشهادة، فكان مما نزل من القرآن في
يوم أحد: إحدى وستون آية من آل عمران، أولها: (وإذ غدوت من أهلك تبوىء
المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم)
ولما انصرفت قريش تلاوموا فيما بينهم، وقالوا: لم تصنعوا شيئاً، أصبتم
شوكتهم، ثم تركتموه، وقد بقي منهم رؤوس يجمعون لكم، فارجعوا حتى نستأصل
بقيتهم. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فنادى في الناس بالمسير
إليهم، وقال: لا يخرج معنا إلا من شهد القتال، فقال له ابن أبى: أركب معك؟
قال: لا. فاستجاب له المسلمون - على ما بهم من القرح الشديد - وقالوا:
سمعاً وطاعة. وقال جابر: يا رسول الله! إني أحب أن لا تشهد مشهداً إلا كنت
معك، وإنما خلفني أبى على بناته، فائذن لي أن أسير معك. فأذن له. فسار رسول
الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون معه، حتى بلغوا حمراء الأسد، فبلغ ذلك
أبا سفيان ومن معه، فرجعوا إلى مكة. وشرط أبو سفيان لبعض المشركين شرطاً
على أنه إذا مر بالنبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه: أن يخوفهم، ويذكر لهم:
أن قريشاً أجمعوا للكرة عليكم ليستأصلوا بقيتكم، فلما بلغهم ذلك قالوا:
حسبنا الله ونعم الوكيل


[size=25]غزوة حمراء الأسد

بعد انتهاء غزوة أحد
التي حدث فيها ما حدث، من تمحيص للمؤمنين وكشف لحقيقة
المنافقين، بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أبا سفيان يعد لقتال
المسلمين، فأمر بلالاً أن ينادي بالناس: (إنّ رسول الله يأمركم بطلب عدوكم،
فخرج النبي صلى الله عليه و سلم بأصحابه في أثر أبى سفيان وهم يحملون
جراحهم، وأمر ألا يخرج معه إلا من شهد القتال في أحد)، وقد ذكر القرآن
أحداث هذه الغزوة، فقال الله في كتابه: {الذين استجابوا لله والرسول من بعد
ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم} (آل عمران: 172)،
وطلب رسول الله العدو حتى بلغ حمراء الأسد.
كان هدف رسول الله من سيره لحمراء الأسد إرهاب العدو، وإبلاغهم قوة
المسلمين، وأن الذي أصابهم في أُحد لم يكن ليوهنهم عن عدوهم أو يفل من
عزيمتهم. ومر برسول الله معبد بن أبي معبد الخزاعي، وهو يومئذ مشرك، وكان
مقيماً بحمراء الأسد، فقال: يا محمد أما والله لقد عز علينا ما أصابك في
أصحابك، ولوددنا أن الله عافاك فيهم، ثم خرج من عند رسول الله، حتى لقي أبا
سفيان ومن معه بالروحاء، وقد أجمعوا أمرهم على ملاقاة رسول الله صلى الله
عليه و سلم وأصحابه، وقالوا: أصبنا أحد أصحابه وقادتهم وأشرافهم، ثم نرجع
قبل أن نستأصلهم، لنكرن على بقيتهم فلنفرغن منهم، فلما رأى أبو سفيان معبدا
قال: ما وراءك يا معبد ؟ قال: محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر
مثله قط، يتحرقون عليكم تحرقا، قد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم، شيء
لم أر مثله قط، قال: ويلك ما تقول ؟ قال: والله ما أراك ترتحل حتى ترى
نواصي الخيل، قال: فوالله لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصل شأفتهم، قال فإني
أنهاك عن ذلك، ووالله لقد حملني ما رأيت على أن قلت فيه أبياتا من شعر ،
قال: وما قلت ؟ قال قلت:
كـادت تُهَـدُّ من الأصوات راحلتـي إذ سالـت الأرضُ بالجـردِ الأبابيـلِ
تــردى بأسـد كــرام لا تنابلــة عند اللقـــاء ولا ميـل معــازيل
فظلـت عـدوا أظـن الأرض مائلـة لمـا سموا برئيـس غير مخـــذول
فقـلت ويـل ابن حـرب من لقاءكم إذا تغطمطـت البطحـاء بالجيـــل
إنـي نذيـر لأهل البسـل ضاحيــة لكـل ذي أربة منهـــم ومعقـول مـن جيـش
أحمـد لا وخش قنابلـه وليـس يوصـف ما أنذرت بالقيـل

فثنى ذلك أبا سفيان ومن معه عن ملاقاة رسول الله صلى الله عليه و سلم
ثانية. ومر بأبي سفيان ركْبٌ من عبد القيس، فقال: أين تريدون ؟ قالوا:
المدينة، قال: ولم ؟ قالوا: نريد الميرة، قال: فهل أنتم مبلغون عني محمدا
رسالة أرسلكم بها إليه واحمل لكم إبلكم هذه غدا ××يبا بعكاظ إذا وافيتموها ؟
قالوا: نعم، قال: فإذا وافيتموه فاخبروه أنا قد أجمعنا السير إليه، والى
أصحابه لنستأصل بقيتهم، فمر الركب برسول الله وهو بحمراء الأسد فأخبروه
بالذي قال أبو سفيان، فقال حسبنا الله ونعم الوكيل، وفي ذلك أنزل الله قوله
تعالى: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا
وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} (آل عمران:173) وروى البخاري عن ابن عباس
قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في
النار، وقالها محمد حين قالوا إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم
إيمانا، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل". فبث الله الرعب في قلوب الكفار،
أبى سفيان وأصحابه، فانصرفوا خائفين وجلين، وعاد الرسول بأصحابه إلى
المدينة.
والذي يُستفاد من أحداث هذه الغزوة وما رافقها من مجريات، أن الله سبحانه
ناصر دينه، ومؤيد أوليائه، وأن النصر لا يُحسم بعنصر القوة المادية فحسب،
وإنما هناك عنصر أهم وأجدى ألا وهو عنصر الإيمان بالله والاعتماد والتوكل
عليه. ويُستفاد أيضاً - علاوة على ما سبق- أن النصر حليف المؤمنين إذا
هيأوا له أسبابه، وأعدوا له القوة المعنوية والمادية؛ فلا شك حينئذ أن الله
ناصرهم. وصدق الله القائل في محكم كتابه: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا
في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد} (غافر:51).







غزوات عام 4 هـ

غزوة ذات الرقاع


بعدما كُسرت شوكة جناحين من الأحزاب: اليهود ومشركي مكة من قبل المسلمين،
بقي جناح ثالث: وهم الأعراب القساة الضاربين في فيافي نجد، والذين ما زالوا
يقومون بأعمال النهب والسلب بين وقت وآخر.
فأراد الرسول صلى الله عليه و سلم تأديبهم، وإخماد نار شرهم، ولما كانوا
بدواً لا بلدة أو مدينة تجمعهم، بات لا يجدي معهم سوى حملات التأديب
والتخويف، فكانت غزوة ذات الرقاع.
جرت أحداث هذه الغزوة في السنة الرابعة من الهجرة، بعد خيبر، كما رجحه ابن
القيم رحمه الله في زاد المعاد. وبدأت حين سمع النبي صلى الله عليه و سلم
باجتماع قبائل: أنمار أو بنى ثعلبة، وبنى محارب من غطفان، فأسرع بالخروج
إليهم بأربعمائة أو سبعمائة من الصحابة، واستعمل على المدينة أبا ذر، وقيل
عثمان بن عفان، وسار متوغلاً في بلادهم حتى وصل إلى موضع يقال له نخل، ولقي
جمعاً من غطفان، فتوافقوا ولم يكن بينهم قتال، إلا أنه صلى بالصحابة صلاة
الخوف، فعن جابر قال: (خرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى ذات الرقاع من
نخل، فلقي جمعاً من غطفان، فلم يكن قتال، وأخاف الناس بعضهم بعضاً، فصلى
النبي صلى الله عليه و سلم ركعتي الخوف) رواه البخاري.
وكان لكل ستة بعير يتعاقبون على ركوبه، حتى تمزقت خفافهم، ولفّوا على
أرجلهم الخرق؛ ولذلك سميت الغزوة بذات الرقاع، ففي الصحيحين عن أبى موسى
رضي الله عنه قال: (خرجنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في غزاة، ونحن ستة
نفر بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا، ونقبت قدماي، وسقطت أظفاري، وكنا
نلف على أرجلنا الخرق، فسُمِّيت غزوة ذات الرقاع؛ لما كنا نعصب من الخرق
على أرجلنا).
ومما صاحب هذه الغزوة قصة الأعرابي، ففي البخاري، عن جابر رضي الله عنه
قال: (كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم بذات الرقاع، فإذا أتينا على شجرة
ظليلة تركناها للنبي صلى الله عليه و سلم ، فجاء رجل من المشركين وسيف
النبي صلى الله عليه و سلم معلق بالشجرة، فاخترطه فقال: تخافني ؟، قال: لا
قال فمن يمنعك منى ؟ قال: الله، فتهدده أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ،
وأقيمت الصلاة، فصلى بطائفة ركعتين، ثم تأخروا وصلى بالطائفة الأخرى
ركعتين، وكان للنبي صلى الله عليه و سلم أربع، وللقوم ركعتان).
وكان لهذه الغزوة أثر في قذف الرعب في قلوب الأعراب القساة، فلم تجترئ
القبائل من غطفان أن ترفع رأسها بعدها، بل استكانت حتى استسلمت، وأسلمت،
حتى شارك بعضها في فتح مكة وغزوة حنين.
وبهذا تم ××ر أجنحة الأحزاب الثلاثة، وساد الأمن والسلام ربوع المنطقة،
وبدأ التمهيد لفتوح البلدان والممالك الكبيرة، لتبليغ الإسلام ونشر الخير








[/size]





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ذليلة الى الله




عدد المساهمات : 45
نقاط : 5126
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/01/2011

كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام   كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 19, 2011 7:15 am

]غزوات عام 5 هـ


غزوة المريسيع أو غزوة بني المصطلق


جرت
أحداث هذه الغزوة في السنة الخامسة من الهجرة، وسببها أنه لما بلغ الرسول
صلى الله عليه و سلم أن الحارث بن أبي ضرار - رأس وسيد بنى المصطلق- سار في
قومه، وبعض من حالفه من العرب، يريدون حرب رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
وقد ابتاعوا خيلاً وسلاحاً، وتهيّأوا لذلك، فبعث رسول الله صلى الله عليه و
سلم بريدة بن الحصيب الأسلمي؛ ليستطلع له خبر القوم، فأتاهم حتى ورد عليهم
ماءهم، فوجد قوماً مغرورين، وقد تألبوا وجمعوا الجموع، ولقي الحارث بن أبى
ضرار، وكلمه، ورجع إلى رسول الله فأخبره خبرهم، فندب رسول الله الناس،
فأسرعوا في الخروج، وخرج معهم جماعة من المنافقين لم يخرجوا في غزاة قبلها
لقرب السفر، ورغبة في عرض الدنيا، واستعمل على المدينة زيد بن حارثة.
وبلغ الحارث بن أبى ضرار ومن معه مسير رسول الله صلى الله عليه و سلم إليه،
فخافوا خوفاً شديداً، وتفرق عنهم من كان معهم من العرب، وانتهى رسول الله
صلى الله عليه و سلم إلى المريسيع وهو مكان الماء، فضرب عليه قبته، ومعه
عائشة وأم سلمة، وتهيأ رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه لملاقاة
القوم. وجعل راية المهاجرين مع أبي بكر الصديق، وراية الأنصار مع سعد بن
عبادة، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
فنادى في الناس: قولوا لا إله إلا الله، تمنعوا بها أنفسكم وأموالكم.
والصحيح من روايات هذه الغزوة أنه لم يكن قتال بين المسلمين والمشركين،
وإنما أغاروا عليهم عند الماء، وسبوا ذراريهم، وأموالهم، ويؤيد هذا ما ثبت
في الصحيح (أن النبي صلى الله عليه و سلم أغار على بني المصطلق وهم غارّون -
المباغتة في القتال - وأنعامهم تسقى على الماء، فقتل مقاتلتهم، وسبى
ذراريهم، وأصاب يومئذ جويرية) رواه البخاري ومسلم.
وذكر أصحاب السير أنّ أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها قالت:
(أتانا رسول صلى الله عليه و سلم ونحن على المريسيع، فأسمع أبى يقول: أتانا
ما لا قبل لنا به. قالت: فكنت أرى من الناس والخيل مالا أصفُ من الكثرة،
فلما أسلمتُ، وتزوجني رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ورجعنا، جعلت أنظر
إلى المسلمين، فليسوا كما كنت أرى، فعلمت أنه رعب من الله تعالى يُلقيه في
قلوب المشركين.
وفي هذه الغزوة وقعت حادثة الإفك في حق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
التي قص علينا نبأها القرآن، وفصلت السنة أحداثها، وقد تحدثنا عنها في مقال
سابق من محورنا هذا.
ولنا أن نستفيد من هذه الغزوة دروساً وعبراً، نستخلصها من الحوادث المصاحبة
لهذه الغزوة، وخاصة حادثة الإفك التي أظهرت خطر المنافقين وجرأتهم، حتى
نالوا من عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم ما ينبغي على المؤمن فعله
عند سماع الشائعات من حفظ اللسان وعدم الخوض فيها، يضاف إلى ذلك الصبر
والتحلي به، وعدم التعجل في الأمور عند الابتلاء أسوة بالنبي صلى الله عليه
و سلم





]غزوه بنى قريظة


ثم بلغ النبي صلى الله عليه و سلم أن يهود بنى قريظة القاطنين بجوار
المدينة يريدون نقض ما بينهم وبينه من العهود، فاسترجع من جيشه خمسمائة رجل
لحراسة النساء والذراري، ولما علم المسلمون بأمر بنى قريظة اشتد وجلهم لأن
العدو قد أصبح محيطاً بهم من الخارج والداخل، ولكن الله سبحانه وتعالى
قيَّض لرسوله صلى الله عليه و سلم من أنبث بين الأعداء يفرق جموعهم
بالخديعة والحيلة، حتى استحكم الفشل بينهم، وخاف بعضهم بعضاً، وأرسل الله
تعالى عليهم ريحا باردة في ليل مظلم أكْفَأت قدورهم وطرحت آنيتهم، فارتحلوا
من ليلتهم، وأزاح الله تعالى هذه الغُمَّة التي تحزَّب فيها الأحزاب من
قبائل العرب واليهود على المسلمين.
وكانت هذه الحادثة بين شهري شوال وذي القعدة من شهور السنة الخامسة للهجرة،
واستشهد فيها من المسلمين ستة، وقتل من المشركين ثلاثة.
ولما عاد رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يخلع لباس الحرب حتى حاصر بني
قريظة لخيانتهم ونقضهم للعهد، واستمر محاصراً لهم خمساً وعشرين ليلة، حتى
كادوا يهلكون ولم يروا بدًّا من التسليم لما يحكم به رسول الله صلى الله
عليه و سلم ، ورضوا بأن ينزلوا على حكم سيدهم سعد بن معاذ، فحكم بقتل
رجالهم وسبى نسائهم وذراريهم وأخذ غنائمهم، فحبس الرجال في دور الأنصار حتى
حفرت لهم خنادق ضربت أعناقهم فيها، وكانوا نحو سبعمائة رجل، وبذلك أراح
الله المسلمين من شر مجاورة هؤلاء الأعداء، والله عزيز ذو انتقام



غزوه الخندق

كان بين المسلمين من الخزرج وبين يهود بنى النضير المجاورين للمدينة عهد
على التناصر، فخان اليهود عهدهم مع المسلمين، حيث هموا بقتل النبي صلى الله
عليه و سلم ، فخرج عليه الصلاة والسلام إليهم في السنة الخامسة للهجرة حتى
أجلاهم عن مواطنهم، فأورث الله تعالى المسلمين أرضهم وديارهم، ولم يقر
لهؤلاء اليهود قرار بعد ذلك فذهب جمع منهم إلى مكة، وقابلوا رؤساء قريش
واتفقوا معهم ومع قبيلة غطفان على حرب المسلمين، فتجهزت قريش ومن تبعهم من
كنانة، وتجهزت غطفان ومن تبعهم من أهل نجد، وتح××وا جميعاً على محاربة
المسلمين، حتى بلغ عدد جميعهم عشرة آلاف محارب قائدهم العام أبو سفيان.
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم بتجمعهم لذلك استشار أصحابه فيما
يعمل لمقاومتهم، فأشار سلمان الفارسيّ رضي الله عنه بحفر خندق في شمال
المدينة من الجهة التي تؤتى منها المدينة، فحفروه وجاءت قريش ومن معها من
الأحزاب ونزلوا خلف الخندق، وجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم في ثلاثة
آلاف من المسلمين أمام الخندق، واستمروا على هذه الحالة يترامون بالنبل
بضعاً وعشرين ليلة، وقد رتب رسول الله صلى الله عليه و سلم حراسا على
الخندق لئلا يقتحمه الأعداء ليلا، وكان يحرس بنفسه أصعب جهة فيه، ولما طالت
المدة اقتحم جماعة من المشركين الخندق بخيلهم، فمنهم من وقع فيه فاندقَّ
عنقه، ومنهم من برز له بعض شجعان المسلمين فقتله، وقد استمرت هذه المعركة
يوما كاملا









غزوة دومة الجندل




بعد غزوتي بدر وأحد أراد الرسول صلى الله عليه و سلم تأمين أطراف الجزيرة
العربية، حتى تكمل السيطرة للمسلمين، ويتم الاعتراف بدولة الإسلام، فتفرغ
لذلك، ثم بلغه أن قبائل حول دومة الجندل تقطع الطريق وتنهب الناس، وقد حشدت
جمعها لمهاجمة المدينة، فبادرهم الرسول صلى الله عليه و سلم ، وخرج إليهم
في ألف من المسلمين بعد أن استخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري رضي
الله عنه، فكانت هذه الغزوة في السنة الخامسة للهجرة.
وكان الجيش يسير في الليل، من أجل إخفاء الأمر ومباغتة العدو، ويستريح في
النهار، فلما وصل جيش المسلمين ديار العدو، هاجموا الماشية ورعاتها،
فأصابوا منها ما استطاعوا، وهرب الباقي.
ثم نزل المسلمون منازل أهل دومة الجندل فلم يجدوا فيها أحدا؛ حيث فر القوم
وانتشروا في النواحي خوفاً من المسلمين، ولم يكتفِ المسلمون بذلك وإنما بقي
الرسول وأصحابه أياماً لتتبع القوم، وبعث السرايا، ولكنهم لم يعثروا على
أحد منهم. بعد ذلك عاد الجيش الإسلامي إلى المدينة منتصراً غانماً.
يقول صاحب الرحيق المختوم: "بهذه الإقدامات السريعة الحاسمة، وبهذه الخطط
الحكيمة الحازمة نجح النبي صلى الله عليه و سلم في بسط الأمن، وتنفيذ
السلام في المنطقة والسيطرة على الموقف، وتحويل مجرى الأيام لصالح
المسلمين، وتخفيف المتاعب الداخلية والخارجية التي كانت قد توالت عليهم،
وأحاطتهم من كل جانب وبذلك ظهرت قوة المسلمين؛ فاستكان المنافقون والبدو
الأعراب، وحادت قريش عن المواجهة، فكانت فرصة للمسلمين في نشر الإسلام
وتبليغه، ولله الحمد والمنّة






عدل سابقا من قبل طـريق الاسلام في الأربعاء يناير 19, 2011 7:18 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ذليلة الى الله




عدد المساهمات : 45
نقاط : 5126
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/01/2011

كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام   كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 19, 2011 7:16 am




]غزوه حنين


وبهذا الفتح دانت للإسلام جموع العرب، ودخلوا في دين الله أفواجاً. غير أن
قبيلتي هوازن وثقيف أخذتهم العزة والأنفة وتجمعوا لحرب المسلمين في مكة،
فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج لهم في اثني عشر ألف مقاتل
(وهو أكثر جنده عليه الصلاة والسلام)، فلما وصل جيش المسلمين إلى وادي
حنين كان العدو كامناً في شعابه، فقاموا على المسلمين قومة رجل واحد قبل أن
يتمكن المسلمون من تهيئة صفوفهم، فانهزمت مقدمة جيش المسلمين، وكاد جيش
المسلمين يتفرق مع كثرة عدده، فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم عمه
العباس أن ينادي في جيش المسلمين بالثبات، فاجتمعوا واقتتل الفريقان، ولم
تمض ساعات حتى انهزم الأعداء هزيمة شديدة.

غزوة الطائف

بعد أن كتب الله النصر للمؤمنين في غزوة حنين، توجه رسول الله صلى الله
عليه و سلم في شوال عام 8هـ قاصداً الطائف يريد فتحها، وانتدب لتلك المهمة
خالد بن الوليد رضي الله عنه؛ حيث جعله على مقدمة الجيش، وطلب منه أن يسير
أولاً لمحاصرتها. وكانت قبيلة ثقيف - وهم أهل الطائف - قد حصنت مواقعها،
وأعدت عدتها، وتهيأت للقتال، والدفاع عن أرضها.
ولما وصل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الطائف نزل قريباً من الحصن،
وأقام معسكره فيه، فانتهزت ثقيف الفرصة، وأخذت توجه سهامها إلى معسكر
المسلمين، فأصابت منهم اثنا عشر رجلاً، كان منهم: عبد الله بن أبى بكر رضي
الله عنه الذي استشهد على أثر رمية أصابت منه مقتلاً.
واستمر حصار رسول الله صلى الله عليه و سلم للطائف قرابة أربعين يوماً،
تخللها العديد من المناوشات بين المسلمين والمشركين، ورغبة في إضعاف
معنويات ثقيف، أخذ المسلمون في تحريق نخلهم، فناشدوا رسول الله صلى الله
عليه و سلم أن يدعها لله وللرحم، فاستجاب لهم، ثم نادى منادى رسول الله صلى
الله عليه و سلم : "أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر" فخرج منهم
بضعة عشر رجلاً، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ودفع كل رجلٍ
منهم إلى رجلٍ من المسلمين ليقوم بشأنه واحتياجاته .
ولما طال الحصار، وأصيب عدد من المسلمين استشار الرسول صلى الله عليه و سلم
بعض القوم، ثم قرر رفع الحصار والرحيل، فعن عبد الله بن عمرو قال: (حاصر
رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل الطائف، فلم ينل منهم شيئا، فقال: إنا
قافلون إن شاء الله، قال أصحابه: نرجع ولم نفتتحه، فقال لهم رسول الله صلى
الله عليه و سلم : اغدوا على القتال، فغدوا عليه فأصابهم جراح، فقال لهم
رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنا قافلون غدا، فأعجبهم ذلك، فضحك رسول
الله صلى الله عليه و سلم ) رواه البخاري ومسلم.
وتروى كتب السير أن بعض الصحابة أتوا رسول الله وقت الحصار، وقالوا: يا نبي
الله، ادعُ الله على ثقيف، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (اللهم
اهد ثقيفاً وأت بهم). ثم أذن مؤذن رسول الله بالرحيل، فرحل الجيش وهم
يقولون: (آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون). وهكذا عاد المسلمون من غزوة
الطائف، منتصرين وإن لم يفتحوا الحصن، منتصرين بإيمانهم، وثباتهم، وصبرهم،
إضافة لما حصل من استسلام بعض أهل الطائف وإسلامهم.
ومما يستفاد من هذه الغزوة سرعة استجابة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه و
سلم ، فبعد غزوة حنين مباشرة ساروا مع الرسول صلى الله عليه و سلم إلى
الطائف لنشر دعوتهم، ومواجهة المعارضين لها، والواقفين في سبيلها. ويستفاد
أيضاً ضرورة الأخذ بالوسائل الحربية، والاستراتي جية، والخطط النافعة، كما
فعل الرسول صلى الله عليه و سلم ؛ حيث استخدم المنجنيق، وكان أول ما رمى
به في الإسلام. ويستفاد أيضاً ضرورة التشاور وخاصة وقت المحن والشدائد،
وعدم التفرد باتخاذ القرار، فالرسول صلى الله عليه و سلم شاور في فك
الحصار، وذلك لبيان أهمية هذا المبدأ العظيم مبدأ الشورى. وقبل هذا وذاك
نستفيد من أحداث هذه الغزوة ما كان عليه الرسول صلى الله عليه و سلم من
رحمة وشفقة بالآخرين، ولو لم يكونوا مسلمين، لأن مهمته تتمثل في هداية
الآخرين وليس النيل منهم والكيد بهم، وفي دعوته صلى الله عليه و سلم لثقيف -
وليس الدعاء عليهم - أبلغ دليل على ما ذكرنا. نسأل الله أن يوفقنا للصواب
في أعمالنا وأقوالنا، وأن يجعلنا دعاة حق لدينه، والله الموفق، والحمد لله
رب العالمين












الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كل شي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» هل أنت تحب النبي صلى الله عليه وسلم
» اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم
» موسى (عليه السلام)
» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
abdelkhalaktorris :: الثانوية عبد الخالق الطريس :: قسم الأندية التربوية :: نادي الثقافة الإسلامية-
انتقل الى: